CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Friday, March 28, 2008



هل سيادتك توافقنى على أن أهل مصر المحروسة قد إستمرؤا
أو إستسهلوا أن يلتصق بهم صفة "الدراويش" أو تنابلة
السلطان" وبغير تململ أو تأفف أو أدنى رفض أو إعتراض؟؟
على أى شىء يتم الرفض أو يقوم ألإعتراض؟؟
يردف جليس الجبرتى قوله ليقول متسائلآ:
أنا وأنت نعلم علم اليقينن أن أهل مصر أناس ينتسبون للأقوام
الطيبين.. وهم فى بلدهم هم ذوى دعة آمنين
..أليس كذلك ياجبرتى زمانك وياأديب أوانك؟؟
يتمطى الجبرتى فى مجلسه ويبادر فيقول:
على مر العصور كانت مصر تختال فى حلة من حرير..ولم يمر
عليها ضنك فى يوم أو يصابها تقتير ،ولم نسمع فى يوم ألأيام
أن كانت لتكون أيامها بوارآ او أن يكون أهلها أشرارآ إلا ماندر
مما يوضع فى مصاف الشواذ..أى ضد طبائع ألأمور وقد كان ذلك
على مر السنين أو قل على مدار العصور..
ويطرق الجبرتى ويصمت ويخفض رأسه قليلآ لتواجه ألأرض
دون أن تقابل عيناه عينى محدثه!!
إذ قد تذكر الجبرتى بعض ألأيام العجاف التى لم يكن هناك من
زرع أو من ضرع يقتات عليه البشر فى مصرنا العزيزة!!
وقد كان ذلك فى مرات نادرة لاتكفى أن تستهلك فى عددها
نصف أصابع اليد الواحدة..
ويبادر من يجالس الجبرتى أو يشاركه قعدة الروقان تلك
بسؤال من الطبيعى والمنطقى أن يقفز إلى ألأذهان:
وهل تذكر لى إحدى تلك ألأيام العجاف..من فضلكم زاد فضلكم؟

يسترسل الجبرتى ليقول أنه فى خلال الحكم الرومانى لمصر ..
لاأعاده الله.. حيث طرق الناس باب الحيوانات الميته والجيف
المنتنه لكى يقيموا بها أودهم..ويصل قدر صاع الشعير إلى
آلاف مؤلفه من الدراهم..ويبلغ أجر المكارى(العربجى أو الحمار)
لتوصيل الناس من بيوتهم إلى مقار أعمالهم بضعف الضعف عما
كانوا يأخذونه من أجر..وقد توقفت الحياة عن مسارها..وأسودت
ألأشجار على أرضها حيث لاعمل ولا أعمال..وحيث نضب
الرزق وساء الحال!!
ويبادر الجبرتى محدثه قائلآ:أرجوك يابنى لاتهيج على الذكرى
فهى جد مؤلمة..والحديث عنها يفرض علينا أن نجتر شجونآ
مكلمه!!
ويوافقه الولد المؤدب الذى يجلس قبالته ليستزيد مما يتمتم به الجبرتى..
ويلف الجو صمت مريب..فسره الولد على أنه بداية النهاية
لحديث الجبرتى عن الماضى وأسراره..
ولكن الله خيب ظن الفتى حين سمع الكلمات تتوالى وتتقاطر
من فم الجبرتى ليتذكر مابدأه من حديث حول الدراويش أو
تنابلة السلطان ؟؟
يطلق الجبرتى صيحة مدوية قد يقصد منها أن يسمعه الجميع
من هو فى الشلال بجنوب مصر،أو من يشرف على شاطىء
العز والغرام بمارينا السعيدة بشمالها حيث فى الشلال يقبع أقوام قد
ملوا الخبز المقدد والسمك المملح فى صباحهم وفى غدوهم
ورواحهم، وذلك بعد أن صادقوه ردحآ من الزمان،
أما من يلهون باللنشات البحرية ويمتلكون
لقمة العيش الهنيه فهم فى كوميون يطلق عليه كوميون البشر والهناءة
والسعادة ،أو قد يطيب لهم أن يسبحوا فى أمواج شاطىء العز والغرام
لايعكر صفو مزاجهم من شىء،
قد يكون من المفيد وبدون أن نعيد أو يتراءى لنا
أن يصيبنا تكرار أو أن يطاالنا ألمزيد..فهؤلاء ليسوا من نبت أو عجينة
المصريين الذين يقفون أمام طوابير الخبز لينفقوا ثلث
أوقاتهم للحصول عليه ،أو على حاجياتهم الضروريه..منه
أو ثمة شىء آخر قد ينتسب إليه !!
الممكن أن تقول وليس فى كلامك أدنى خطأ أن فريق المهمشين
أو قاطنى حلايب أو شلاتين ،ومن هم على شاكلتهم ،من خلق الله الحزين هؤلاء تخجل أو
تعاف عين الحكومة عن أن تقع عليهم..فيظهر على جسدها الطاهر
نوع من الحساسية الجلدي التى لايفلها أى من أنواع أو أقراص
الحساسيه لاالقديم أو من جيلها الحديث؟؟ فلا وقت
للعطف أو للحب أو أن تذرف دمعة أسى على أجسادهم الناحله
فهى لاترى سوى أجساد أصحاب مارينا البضة..التى تقتات من
مطعم "ماكسيم" الفرنسى.أو أن شبابها وبناتها يتزوجون فى
ليالى تعيد إلى ألأذهان "أبو العساكر خمارويه" والبنت المدعوة "قطر الندى"
وما كان من إسراف وسفه أو قل هو ضرب من الجنون أو إصاب
ة بمرض يدعى بالسفه؟؟وأغلب تلك ألأجساد لاتطيق أن تمكث
تحت سماء. مصر ذات السحابة السوداء ثوانى أو برهة من الزمن
فلديهم فى باريس أو لندن أو نيويورك من الهويه ما يمكنهم
من إستئجار "فلات" بقصد الهروب من مصر وتلوثها البيئى

ويذكر الجبرتى أن ذلك كان يمارسه فقيد الغناء والطرب ألأستاذ
محمد عبد الوهاب ويقدم الجبرتى إعتذاره آسفآ إذ نسى أن كان من
ضمن ألقاب ألأستاذ (اللواء) فقد كان لواءآ شرفيآ فى جيش مصر
كان عبد الوهاب يقضى إحدى عشر شهرآ فى مصر المحروسة
وباقى أيام السنة وأحسبها أيامآ بل ساعات فى مصر الكئيبة ويغادرها
سيادته محملآ بحساسية فى أنفه الكريم حيث يكون رطبآ أو لزجآ...
الله أعلم ولكن فى باريس النعمة والشفاء..حيث ألأصدقاء من
الخواجات ومن ضمنهم المدعو "جاك شيراك"
وقد أفاء الله على تلك الحكومة الذكيه التى لايدير أمورها رئيسها
إلا أن يكون بين أحضان القرية الذكيه..ليهبط عليه وحى التخفيف
من معاناة أولاد الوزه العنقاء..وليتفنن فى تعذيب أبناء البطة
السوداء فتارة تراه يعلن عن بيع البنوك الوطنيه،وتارة أخرى
يشهر بيع محلات عمر أفندى..وقد يتفتق ذهنه غدآ عن
بيع محلات "حسنين" أو متاجر"محمدين" ويتلوها مصر
كلها ياحبيبى يانور العين...!!
وقد أدرك الجبرتى كريزة النعاس..فقام يجر أذيال الخيبة بل
ليهرول إلى بيته ..لينال قسطآ من الراحه حيث يقول على
ذلك المنزل أنه "الواحة" حيث يسترد صفاء ذهنه وبريق عينه
ليواصل الحديث ..ويقول الحقيقه كاملة غير منقوصه أو أن
يشوبها الكذب أو التدليس...

No comments: