CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Wednesday, March 26, 2008

هى ليست محاورات"أفلاطون" بل هى محاوره مع رغيف بن رغيفون


شاهده الجبرتى وهو منتفخ ألأوداج بدأه بابتسامة عريضة ومرحبآ حين
قابله وهو متجه إلى القهوة التى لم يغيرها الزمان وأظنك تعرفها جيدآ
قهوة المعاشات وبجانبها كان سيادته منبعجآ ولسان حاله يقول:ياأرض
إتشدى ماعليكى قدى؟؟؟وهى الكلمات التى ينطقها الكائن حين تنفتح له
أبواب السماء لحظة أن تدعو له أمه أو أحد الذين يهمهم أمره ليقول أو يتمتم له
بالمال أو بالحظ الوفير فى الدنيا والآخرة!!
وتكون أبواب السماء مفتوحه أو أن تعلن عن إستجابتها فى تلك اللحظه
وتمنحه البركة والحظ أو النعمه والعز،وقد كان هذا حال الصديق العزيز
المدعو "رغيف" وهذا يقع فى لغة العرب أما فى لغة أجنبية فيدعى باسم
"LOAF"ولقد حاوره الجبرتى مستهلآ الحديث بأنه لم يره فى يوم من
ألأيام أو السنين التى يحملها على ظهره بمثل هذا الفرح أو السرور أو
ألإنشكاح..فما الذى حدث؟؟
يبتسم السيد رغيف ويستحلفه بكل عزيز أو غالى:كيف كان وزنى أو حالى
لسنوات خلت وتحديدآ من أربعينيات القرن الماضى..كم كان
مهرى أو قدرى بين الناس؟؟بكم قرش كنت أساوى عندهم؟؟
وأرجوك ألا تكذب أو أن تقول شيئآ لم يكن يحدث وعلى التحديد فى عهد
ملك مصر والسودان "فاروق ألأول"..فى سنوات ماقبل الثورة ؟؟
إنجعص الجبرتى فى مقعده وأغمض عينيه ومال برأسه إلى الوراء
وصمت..ثم صمت أكثر..واستمر فى صمته حتى وخزه السيد رغيف
وخزة جعلته ينتفض من غفوته ليقول:لقد مر بخيالى وأنا مستلقى إلى
الوراء شريط من الذكريات عن سيادتك..وقت أن كنت طفلآ صغيرآ
حيث كنت ألمح وأرى سيادتك مرطرط على عربة يد فى أحد الميادين
القريبة من منزلنا العامر وكانت ملامحك غريبه فلون بشرتك كان
أقرب إلى اللون ألأسود منه إلى اللون القمحى..وكنت مترهلآ ذو إستدارة
مفرطة،وكنت كمن يصدق عليك قول "العدد فى الليمون" أنت وقبيلك من
الكثرة بمكان تستجدون الناس أن يرحموكم من العراء لتسكنوا مساكنهم
حتى ترحموا من الغبار الذى كان بالأسواق أو من حرارة الشمس التى
كانت فى أيام الصيف تكاد أن تقترب من حرارة نار جهنم!!
وكان الناس يطلقون عليك مسمى لم أستطع حتى اللحظة أن أرده
لمردوده،كان الناس يلقبون سيادتك بإسم"العيش الخاص"؟؟؟وأحسب
أن هذا كان يحدث للتفرقة بين سيادتك وما كانوا يصرون على عجنه
ثم خبزه ثم منحه فرقة تعذيب فى الفرن حيث يخرج لهم رغيف محترم
له بطن مستديرة وحروف مستويه،ومنتفخ ألأوداج وفى الجمله فهو رغيف أصلى
وليس تايوانى...شتان ما بين سيادتك وبينه..يعنى تقدر تقول عليه
بالعربى كده رغيف إبن ناس أو رغيف له أهل يتعبون فى إنتاجه حتى يحصلوا عليه فى أبهى صورة!!
ويفاجىء السيد رغيف جبرتى عصره ومؤرخ زمانه بسؤال على
خفر واستحياء:وبكم كان الناس يدفعون من القروش ثمنآ لى..ألا
تتذكر ياجبرتى؟؟ ويجيبه الجبرتى بخبث معهود ..أتذكر أن كانت
قيمتك متدنيه جدآ حتى أن الصبيه الذين كانوا يوفدون من قبل ألأهل
بقصد الشراء لسيادتك ثم تقع منهم النقود..كانوا لايعولون كثيرآ على
فقدانها بل يقولوا فى أنفسهم هل نبكى على قرش صاغ أو قرشين؟؟أخدوا الشر
وراحوا؟؟ويضع الجبرتى رأسه فى ألأرض ليقول :يارغيف أنت كنت
تشترى بخمس مليمات فقط..وكان يطلق عليها"تعريفه" وهى عملة تساوى
واحد على مائتين من الجنيه القوى الذى كان يعيش وقتها منتفخ ألأوداج
معززآ مكرمآ به يستطيع الفرد من شعب مولانا حفظه الله وأبقاه ذخرآ
للوطن..الكثير والكثير..حتى أنى لاأستطيع أن أعدد لك ما كان يستطيع
أن يقابله من سلع أو حاجيات؟؟
إلى أن قامت الثورة المباركة وأطلقت على عهد مولانا "فاروق ألأول" العهد
البائد وأنها ستحدث إنقلابآ فى حياة المصريين وستنقلهم من نار إلى جنه؟؟وستعمل على تحسين
معيشتهم وكان هذا مما كان يلقى على مسامعنا. ويمضى الجبرتى ليوجه
الحديث نحو السيد رغيف ويقول:شوف ياسيدى أنا أتحدث إليك وأرى ماانطبع
فى ذاكرتى من صورة كانت للرئيس "محمد نجيب" وفيها يعلن أن الحكومة
ويقصد حكومة العهد الجديد أو حكومة الثورة المباركة ستعمل على خفض ثمن
رغيف العيش..يعنى سيكون بأقل من خمسة مليمات..يعنى سيحط من قيمة
سيادتك أكثر وأكثر..ولكن ذلك فى مقابل أن تخفف على الناس من أعباء
معيشتها..
وتمر ألأيام وتنشغل الحكومة فى أمور أخرى منها ألأمور الوحدويه أو
ألأمور ألإمبراطورية (باعتبار ماكان حلمآ لرئيسنا المغوار جمال عبد الناصر)
ونسيت وتناست الوعود المعسوله عن سيادتكم ولم يتزحزح ثمن الرغيف
عن خمسة مليمات وأصبحت يد ألإهمال فيه هى اليد العليا أما التطوير
أو التغيير من قدر سيادتكم أو تحسين صورة عظمتكم فقد طواها النسيان
وأصبحت فى خبر كان!!
وقد جاء عصر السيد "محمد أنور الساداتى" حيث تأفف من ألأوضاع التى
تعيشها الرعيه، وهرش مخه وتفتق ذهنه عما عرف بالإنفتاح..حيث أستجلب
كل ماهو أجنبى من ثياب فاخرة إلى عطور ذات أثمان جائره،إلى سيارات
فارهة،إلى كل شىء يمكن أن تتخيله...وأرجوك أن تزيد ياسيد رغيف من
قدرتك على التخيل والخيال لتتقبل أن من ضمن ألأشياء التى أتحفنا
بها سيادة الرئيس المؤمن(وهذا لقب كان يسبقه دائمآ) الخبز المستورد،وقد
شل تفكيرى أو معمل خيالى أو قدرتى على تقبل الواقع يوم أن سرى الخبر
الذى كان مؤداه أن هناك "سيوبر ماركت" فى حى المهندسين يستورد خبزآ
من الخارج وأن سعر الرغيف يقدر بجنيه وربع،يعنى من القروش ما يقابل
مائة وخمس وعشرون قرشآ عدآ ونقدآ؟؟؟
بعضنا كانت له القدرة العجيبة على تصديق تلك"ألأشاعة" والتى إعتبرناها
كذبة أومن كذبات أبريل حيث كان الخبر مواكبآ لهذا اليوم ،ويتحرك السيد
رغيف فى مقعده ويقوم بحركة تنم عن السعادة والزهو أو العجب ويقول
للجبرتى :طبعآ وكانت جموع الشعب سعيدة وفرحة بأن الله قد منحها قدرآ
من العز والرفاهية وهاهى تقتات على العيش المستورد..ألم يكن ألأمر
كذلك ياجبرتى؟؟
يرد الجبرتى بحسرة وألم ليلقى برد مفعم بالندامه ويقول أن هذا الخبز لم يكن
مقصودآ إستيراده للكثرة ألغالبة من شعب الرئيس المؤمن بل كان مقصودآ
به تلك الطبقة التى أصبحت تأنف من أكل المصريين أو تتهمة بالقذارة وتنتقل
إلى ألإستعانة بمطاعم العم "جون بول" فى باريس حيث مطعم "مكسيم"
ليأتى لها العشاء بالطائرة ولم يزل ساخنآ فهنيئآ للآكلين ..المترفين الحالمين..
أسمعتنى يارغيف؟؟ولم يجد إجابة من السيد رغيف فقد داخ أو حدث له دوار
مما سمع..ولم يجد عمنا الجبرتى من بد إلا أن يبوسه ويضعه جنب الحيط..
على وعد بأن يستكمل معه الحديث غدآ....يارب لاتجعله أن يلتقط عندما
يقع عليه نظر أحد الجعانين (أقصد الجائعين) ولكنى أقولها كأكلشيه يقوله
أعضاء الحزب الجائع من المصريين..فبحق هم ناس جعانين..إلى لقاء

No comments: