CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Thursday, February 5, 2009

نهاية العالم لمن خرج على المعاش؟؟؟ليه كده؟؟

ومن القهوة إلى البيت ياقلبى لاتحزن...هكذا كان ذلك الصوت يتردد
فى نغاشيش عبده أفندى -سيادة المدير سابقآ- إلى أن دلف من باب
المنزل ليتوجه إلى حجرته التى تحتوى على سرير وشبه دولاب 
يحتفظ فيه ببعض الكتب ألأثيرة على نفسه من مؤلفين يعتبرهم 
زملاء مشوار  الحياه مثل نجيب محفوظ ومحمود تيمور ويوسف 
السباعى وغيرهم ممن قرر أن يكونوا أصدقاءه فيما تبقى له من 
العمر !!ا
عبده أفندى وهبه الله بعض  الذكاء،أو قل شىء من القدرة على لمح 
مايجرى أمامه فى سهولة ويسر،وبتشغيل تلك الموهبه إستطاع أن
يلمح حرمه المصون وهى فى حالة من عدم اللامبالاة،أو التطنيش
على عكس ما كانت تستجمع عافيتها نحو الترحيب بمقدمه حال دخوله
الشقة،ويتساءل بينه وبين نفسه:هل المعاش جرب يلتصق بالإنسان
بحيث يجعل الناس يبتعدون عنه ولا يتوددون إليه؟؟
ماذا جرى ياعبده،زمان كانت الست ترحب بك على خير وجه،ومن
الممكن فى حال خلو الصالة أمام باب البيت من العيال أن تطبع قبلة 
حارة لتهنئته بسلامة الوصول ؟؟إيه إللى جرى؟؟
الجواب الذى لم يجد غيره إزاء التساؤل الذى مر على خاطره هو أن
المعاش عندنا فى مصر وفى المناطق المجاورة إعلان بوفاة صاحب المعاش
لم يعد ذو رهبة أو سلطان،لا يستطيع أن يعين حتى فراش فى مصلحة؟؟
بمعنى فقدان الهيبة والسلطان..وهى الحالة التى تجعل ممن يكون على وش
معاش أن يصل إلى حالة فقدان إتزان،أو عصبية شديدة ويفكر ليل نهار فى 
المستقبل المظلم الذى ينتظره،وهذا يدل على ضعف الشخصية أو إثبات
للتصور الخاطىء لدينا بأن الوظيفة هى ألإنسان ماهيته،كينونته،وكل
شىء فى حياته لو فقدت الوظيفة ضاع ألإنسان،وطالما بقى فيها كان
له وجود أو كينونة...
على عكس ما يحدث فى البلاد ألأخرى ألأجنبية،تجد أن من يبلغ سن الستين
أو السن القانونية للخروج من دائرة العمل،تجده يحقق المقوله التى تنبىء
عن أن الحياة تبدأ بعد الستين،وأن ما بعد الستين هى الفترة التى سيبدأ
فيها ألإستمتاع بالحياة،والإنطلاق بحرية بعيدآ عن الروتينيات،أو الرسميات
المقيدة أو التى تجعله يتحرك فى قالب جامد لايستطيع أن يحيد عنه أبدآ!!ا
فى شوارع القاهرة تستطيع أن تلمح النسبة التى لايمكن التغاضى أو 
التجاوز  عنها من السياح الذين تجاوزت أعمارهم سن التقاعد وأصبحوا
يندرجون تحت مسمى الشيوخ،أو الكهول يقدمون من بلادهم يقطعون 
المسافات الطويلة من أجل ألإستمتاع بكل ماهو جديد أو مغاير لما ألفوه
ستين سنة مضت....ا
لذلك فسن المعاش فعلآ بداية حياة جديدة،ناهيك عن العديد من المميزات
التى يجنيها صاحب المعاش من تخفيضات بوسائل المواصلات العامة
إلى الخصم النقدى حال دخول الملاهى والمسارح العامة...
وهذا جانب من الحفاوة والتكريم الذى يستمتع به المسن،أما التكريم الحقيقى
فهو ما يلمسه من إحترام،وتبجيل من كل من يقابله،سواء كان طفلآ صغيرآ
أم كان شابآ يافعآ،يتسابق ون لخدمته،ومساعدته،وتقديم العون إليه أينما
كان.....ا
لابد أن يعقد عبده أفندى تلك المقارنة الغير متكافئة مع ما يلقاه المسن فى
مصرنا العزيزة من إهمال ،إلى إزدراء إلى تأليف أهازيج تشعره بأنه
 قد ذهب عصره وولى ولا حاجة للمجتمع إليه فهو فى نظرهم عاطل،أو 
عالة على على المجتمع يتلقى العون منهم دون أن يقدم مايقابله من جهد
أو عمل؟؟؟
تختلف نظرة المجتمعات تبعآ لثقافة ذلك المجتمع ومبادئه...ويكمن الحل 
كما تصوره عبده أفندى  فى تغيير ثقافة مجتمعنا بدءآ من الطفل الذى فى 
سنوات التعليم ألأولى فلابد أن نزرع فيه إحترام الكبير،وتقديم العون
له وقتما يحتاج،لا أن تنتظم بشأنه ألأغانى التى تكون مصدر فكاهة أو تندر
هييييه ياعبده...المشكلة فعلآ مشكلة ثقافة ورباية،مين يسمع ومين ينفذ؟؟؟
ولايملك عبده أفندى سوى أن يظل طيلة اليوم حبيس غرفته،لايطيق 
حتى أن يكون ضيفآ على مجموعة ألأدباء الذين يمتلك من تراثهم ما 
تصور أنه سيكون خير رفيق فى زمن ما بعد المعاش!!ا
لايملك عبده أفندى سوى أن يجلس وحيدآ ينتظر القدر المحتوم..الذى ينهى الحياة
  بطريقته التقليدية،عله يكون أفضل من حياة العواجيز .....!!!ا

No comments: