CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Friday, January 30, 2009

(4)وفى قهوة النكد-المعاشات سابقآ-كان هناك أخذ ورد

....وكعادة أى موظف على ألأقل فى مصرنا العزيزة،يشمله ألإضطراب
ويلفه الحرج الشديد عندما يلتقى برئيسه المغوار والذى يفوقه مرتبة أو أن
تكون له الهيمنة أو التحكم فى مصائره من تقارير سرية جعلت مدير ما
بجرة قلم يمنع فى حالة الغضب والسخط،أو يمنح فى حالة الرضا والقبول
هكذا تربى الموظف المصرى على الخضوع والخنوع للمدير،الذى قد
يكون مديرآ بالدرجة ألأولى فقط ،أو أن يكون مذيلآ باللقب الشهير المدير
العام والذى يترأس فى العادة مجموعة غلبانة من المديرين والذين يطمعون
ويصلون ليل نهار أن يغدق الله عليهم قرارآ بالترقية لدرجة مدير عموم؟؟!!
هكذا كان حال عبده أفندى والذى لايشذ كثيرآ عن الطابور اللا نهائى من
موظفى الدولة إذ فوجىء بسيادة المدير العام والذى كان فى حجرة مجاورة
للحجرة التى كان يقبع بها عبده أفندى وهى خاصة بإحدى ألإدارات ألأخرى
التى تعج بها المصلحة...عفوآ كما كانوا يقولون عليها بينهم وبين أنفسهم
بالمخروبة،وهى سمة عامة أيضآ تجدها شائعة لدى قطيع موظفى الدولة
حيث تجدهم ضائقون،أو متبرمون بأوضاعهم ومصالحهم التى ينتمون
لها والملاليم الضئيلة التى لاتغنى ولاتسمن من جوع،ولكن العين بصيرة
واليد قصيرة،ولا حيلة فى الرزق ولاشفاعة فى الموت؟؟؟أهى عيشة!!
وهكذا تداعى كل ذلك مع الطلعة البهية للمدير العام ألأستاذ حنا أفندى
ويصا،والذى وجد عبده أفندى فى طريقه يقوم بمراسم الترحيب،وبروتوكول
ألإستقبال لسيادة مدير العموم،وبعد إفشاء السلام وصباح الخير ويعقبها
صباح النور،وفى داخلهم لاوجود للخير أو النور،فالهم قد طال ألإثنين
وكلاهما قد دخل حظيرة المحالين للمعاش ،وانتظموا فى طابور يخضع
للمالانهاية عددا وعدة،وأدى حال الدنيا!!
ولم يتنبه عبده أفندى إلا وهو يحس بقبضة قوية على أصابع يديه،وهى من
روتينيات التعارف أو من بروتوكولات السلام والتحية
ولم يجلس عبده أفندى على الكرسى إلا عندما جلس حنا أفندى قبله
وهذه من أصول ألهيبة ومن مبادىء ألإحترام الذى لابد وان ترى النور
فى حال لقاء مثل هذا وهو نسخة مكررة لما يحدث مع أى موظف
عندما يلتقى رئيسه أو من هو أعلى درجة منه...
يبادر حنا أفندى بالحديث موجها كلامه لعبده أفندى ومازحآ بتثاقل حتى
تحس بأن الكلمات لاتريد أن ترى النور أو تكون وصالآ بين الرجلين
_إنت بتيجى هنا كتير ياعبده أفندى؟؟إياك تكون طلعت معاش زى حالاتى؟؟هه؟؟
-أيوه ياسيادة المدير...ويقاطعه حنا أفندى مبتسمآ إبتسامة باهته أو
زى مابيقولوا من تحت ضرسه
-تقصد المدير العام سابقآ كلنا فى الهوا سوا ياعبده أفندى أنا وانت
وجيش عرمرم من موظفى الدولة لازم يشرب من نفس الكاس ولازم
ينعم عليه بجواب رفت،إنهاءآ لخدماته،ولحضرته تشكرات ...
الواقع ياعبده أفندى إنى بعد خروجى على المعاش إكتشفت حقيقة لم
أكن أدركها وانا فى الخدمة...
-إيه هيه يافندم؟؟
-وأنا فى الخدمة كنت باشتغل بجد وإخلاص،وكنت أعاقب المقصر
،وبقدر ألإمكان أكافىء المجتهد،حتى لو قدرت فى ظل ألأمكانات
المتوافرة أن أحييه أو أطبطب عليه وأقوله متشكر أو كتر خيرك!!
وكان إحساسى أن المصلحة دى هيكون لى فيها نصيب بعد طلوعى
على المعاش ،يعنى ببساطة كنت باعتبرها بيتى التانى ،بابنى واعمر
فيها وأخلص لها،وأزعل عليها لما يحصل شىء يكون ضدها أو
يقلل من شأنها إحنا جيل ياعبده أفندى إتربى على ألأمانة،والصدق
-طبعآ ياسيادة المدير العام إحنا الجيل إللى ماطالوش أو ماصابوش
أى تلوث أو شىء يمس شرفه أو يحط من كرامته...صح يافندم
-بينى وبينك الجيل بتاعنا ده بيمثل نسبة ضئيلة جدآ من باقى الموظفين
النهاردة الرشوة هية العملة السايدة فى البلد،وفيه شعارات غريبة
كده بنسمعها زى إبرز تنجز،ومعاك لحلوح؟؟وحاجات كده غريبة
-دى مشكلة أمن قومى يافندم...ولازم الدولة تتصدى للنغمة السائدة دى
ولو ماحصلش شىء إيجابى على البلد السلام ...أنا مش عارف
هل الحكومة نايمة وموش حاسة باللى بيحصل؟؟والا عارفة ومصهينه؟؟
إن كنت لاتدرى فتلك مصيبة،وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم!!
-معاك حق ياعبده أفندى،لكن فاكر لما الثورة جت عام 52؟؟وعملت
قانون الرشوة؟؟اللى جرم الرشوة،وعاقب الراشى والمرتشى؟؟
-يافندم أفكر سيادتك بقانون التطهير إللى كان فى سنة 54،وإللى
طلع الناس الملوثين وركنهم من وظايفهم،وكل ده كان بقصد إن
البلد حالها ينصلح ،وشعار الطهارة الثورية يمشى على الوزير
والغفير؟؟
-أيوه فاكر وكل ده بعد شوية أصبح سراب وآدى حال البلد يا
عبده أفندى...كيلو اللحمة وصل إثنين جنيه؟؟ومحدش بيقول ليه؟؟
وعلى رأى الدكتور عبد الوهاب،من غير ليه!!
-تفتكر سيادتك إن الحال ده هيستمر ويبقى الحال على ما هوه؟؟
-البلد ماشية من سىء إلى أسوأ ياعبده أفندى،وفية طبقة جديدة
تقدر تقول إنها أحفاد ألإقطاعيين،والناس إللى الثورة قالت
لنا عليهم الرأسماليين المستغلين،همه إللى بيستعدوا للإنقضاض
على كعكة إسمها مصر ينهبوا خيرها،ويتمتعوا بثروتها،وأى
حد يحاول يقف قصادهم هيفرموه ويدوسوه برجليهم،دى تصفية
حسابات ياعبده أفندى...وخلينا نتفرج من مقاعد الترسو إحنا
لابينا ولاعلينا تقدر تقول يدوب كفاية علينا نشجع اللعبة الحلوة
- بس يافندم موش شايفين لالعبة حلوة ولا حتى لعبة وحشة ده
الملعب إتقفل على الناس دى وأصبحوا بيلعبوا فى الضلمة
ولا من شاف ولا من درى؟؟
-علشان كده بقولك مصر ماشية من سىء إلى أسوأ
أنا شخصيآ بافكر أهاجر أنا وأولادى نروح أى بلد قول
أستراليا،قول كندا،وبينى وبينك إحنا كقبط أصبح بنطنا واطى جدآ
بتلاقى إشى أحداث الزاوية الحمرا،وفى الصعيد كل واحد مدكن
على مقروطة،أو فرد ومحتفظ بيه فى البيت ؟؟؟طيب ليه
وصلنا للحالة دى؟؟فين أيام مكرم عبيد إللى كان حافظ القرآن
ويستشهد بيه فى جلسات المحاكم؟؟فين اللحمة الوطنية إللى
شفناها فى ثورة سنة 19؟؟الصليب مع الهلال؟؟
ياترى البلد دى راحة على فين؟؟
-أنا بخبرتى المتواضعة ياسيادة المدير العام جنب خبرة سيادتك
شايف إن مستقبلنا مظلم،والناس إللى فى الحكم دول مايهمهم
إلا الكرسى والكرسى فقط،أما الوحدة أو اللحمة زى ماسيادتك
بتقول عليها فطز ثم مائة طز،يتبعها ألف وتسعميت طز!!
ولما سيادتك وأولادك يطفشوا من البلد وغيرهم وغيرهم نفس
الشىء،مين إللى هيعمر البلد وياخد بإيدها؟؟موش كفاية أى واحد
الدولة بتعلمه وتصرف عليه فى البعثات فى بلاد بره،وبعد
مايحصل على الشهادة العلمية يبيع نفسه لأى بلد تغريه
بالفلوس والنعيم إللى دور عليه فى مصر وللأسف لالقاه،ولا كان
فيه حتى أمل إنه هيشوفه فى يوم من ألأيام!!
أنا لو رجع بى الزمن -ماتزعلش منى- كنت إتعلمت الهبش
أو النصب،ودول لهم مدارس ومعاهد إنتشرت فى مصر
وخريجيها كتير وإللى بيتخرج منهم بيلاقى هبش ونصب على طول
مابينتظرش القوى العاملة إللى من سنتين قالت بح وخلص المولد
لافيه تعينات ولا وظايف، هيه فته ولا ميغه؟؟؟؟
وتأتى الساعة الثانية ليخرج سيادة المدير العام ومعه سيادة مدير ألإدارة
سابقآ،ليلحقا مايكروباس لتوصيلهما إلى المنزل....

No comments: