CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Wednesday, January 21, 2009

عبده أفندى فى مفترق الطرق ..حسرة علية(2)



ولاأخفى عنكم شيئآ مما يحدث الآن،فمع شرب فنجال القهوة
اللذيذ والذى أحتسيه صباحآ ومساءآ،تتواتر أو تتداعى
الصور الغير مرتبة أو مهندسة لما يجرى ألآن ونحن نقف
على مشارف يوم جديد يحمل رقم 14 وهو اليوم التالى
لخروج عبده أفندى من قطيع الموظفين العاملين فى المصالح
والدواويين،إلى أن ينتمى لساكنى حظيرة المحالين على
المعاش،أمثال سيد أفندى ،ومحمد أفندى،وكذلك جرجس
أفندى ممن سبقوا عبده أفندى وكان ترتيبهم متقدمآ فى
ألإحالة للمعاش...سيد أفندى كان مدير قلم المستخدمين،
جرجس أفندى كان ناظر ألأرشيف وغيرهم ممن قفزوا
إلى ذهن عبده أفندى ليتراءى أمامه طابور طويل من خلق
الله أستكمل اليوم بإضافة سيادته وتشريفه لهذا القطيع
أقصد طابور المحالين للمعاش!!!
الساعة تقارب السادسة والنصف وهو ذات الموعد الذى
كان يستيقظ فيه أستاذنا المغوار ليقف أمام المرآه كى
يقطف شعيرات ذقنه التى لاتكل أو تمل من أن تنمو
رغمآ عنه أو عندآ فيه كى يحلقها ويبدو نظيفآ ويمكن
أن يقال عنه عبده أفندى اللميع!!
ثم ماالذى أقلقه اليوم ليستيقظ فى نفس الموعد الذى
لم يخطئه يومآ منذ ستة وثلاثين عامآ منذ أن ذخل
المصلحة كموظف درجة ثامنة ؟؟
ويبدو أن الساعة البيولوجية التى يقرأ عنها أو يقولون
عنها أنها حقيقية وليست عبثية بدليل أنه قد استيقظ
فى ذات الموعد،على أى حال فالأستيقاظ بدرى من
الخصال المحمودة ،وهكذا سارت ألأمور على نفس
المنوال كسابق عهدها كما لو كان اليوم هو أمس ولم
يتغير ثمة شىء بحيث أنك حتى ألآن لا تستطيع أن
تلمس قارقآ ما أو تغييرآ فى ثمة شىء مما كان
يحدث حتى ألأمس ،وقد زحف الوقت وأعطى إشارة
البدء لعبده أفندى كى يهبط درج السلم .....
ولكن إلى أى مقصد ستتوجه ياعبده أفندى؟؟
كان السؤال جديدآ،وغريبآ فى ذات الوقت،فحتى ألأمس
كانت الوجهة معروفة والحركة مبرمجة،من وإلى
المصلحة،ثم من المصلحة إلى البيت،ولكن أصبح
عبده أفندى كمن يقف فى مفترق الطرق،إلى أى جهة
يذهب ولأى مكان يسير؟؟
بالصدفة جاء فى مواجهته البواب،وهو رجل نوبى ظل
ملازمآ العمارة التى يسكن بها عبده أفندى ردحآ من
الزمن لايقل بأى حال من ألأحوال عن ثلاثين عامآ
وكل يوم كان يعمل تعظيم سلام لعبده أفندى وهو
ينزل من على السلم إحترامآ وتبجيلآ لموظف حكومة
درجة أولى ينبغى إحترامه وتبجيله،وعلى رأى المثل:
الناس مقامات،إلا أن البيه البواب اليوم-وربما كان
للصدفة اليد العليا -فى أنه لم يقم بالمراسم المعهوده ككل
يوم من إبتسامة عريضة لابد أن تظهر صفين لولى من
أسنان بيضاء تعمل "كونتراست" contrast مع
البشرة السوداء التى يتمتع بها البواب،وتعظيم سلام
فى الهواء يجعل أوداجك تنتفخ وأساريرك تنبسط من
كثرة ألإحترام وعظيم التبجيل!!
للصدفة البحتة وأكاد أجزم بذلك أن البواب لم يقم بتلك
المراسم رغمآ أن عبده أفندى قد وجه له التحية ؟؟؟
أعلم هو ألآخر بأن عبده أفندى قد لحقه أو أصابه
قطار المعاشات؟أو تراه قد قرأ خطاب ألإحاله إلى
المعاش مع خطاب الشكر والتقدير الذى حصل عليه
عبده أفندى فى نهاية خدمته الشاقة والطويلة طيلة 36
عامآ قضاها بالمصلحة؟؟
كانت أول ملاحظة جاءت على الصبح تناولها عبده
أفندى بامتعاض ولكن كان من المحتم أن يأخذ تلك
الصفعة بروح رياضية،متعللآ بأن الرجل طلع ولانزل
فهو بواب ونوبى كمان؟؟ماتكبر مخك ياسيادة مدير
القلم-سابقآ- وتخليك أكبر من تلك الصغائر.......
إستوقف إنتباه عبده أفندى صوت منادى الميكروباس
وهو صوت لايمكن أن تخطىء نغمته التى لم أجد لها
وصفآ أو توصيفآ فى قاموس النغمات الموسيقيه،أو فى
معاجم المزيكا،فهى على غير مثال،يتم فيها تداخلات
وخطف حروف وهمهمات لاتستطيع أن تضع لها
عنوان،أو مقام ففيصل تصبح فيصا،بالمد الطويل للصاد؟؟
والمؤسسة يمكن أن ينزل عليها التخفيض لتصبح الموسسا
وهكذا صافحت تلك النغمات أذن مديرنا السابق لتجعله
فى حيص بيص؟؟أيذهب غربآ حيث فيصل؟؟أم تراه
يدلف شرقآ ناحية السيدة زينب؟؟
ولكن إلى من سيتجه أو يجرجر أقدامه إليه؟؟
توقف المخ عن العمل وشملت عبده أفندى لحظة بل لحظات
من عدم القدرة على التفكير أو أصابته حالة من الشرود
كان كالطفل الذى تاه من أمه فلم يقدر أن يعود حيث كان
أو أن يهتدى إليها ،أو يجد نفسه فهو هائم على وجهه
محلك سر وثانية وفى نفس اليوم يجد نفسه فى تقاطع
الطرق التى لايعرف إلى أى وجهة سوف يطرقها أو
فى أى طريق سوف يدلف إليه؟؟؟
ثم أن كان هناك من هتف به أو تحدث إليه:إنت ماتعرفش
قهوة المعاشات؟؟
وقع الكلمة كان ثقيلآ وأحس عبده أفندى أنها ذات لون يميل
إلى اللون ألأسود الغامق الذى ينبىء عن ظلمة أو توهان
وترددت كلمة المعاشات كثيرآ كأنها قد قيلت فى أجمة ذات
صدى
فتسمع صدى الكلمة مرات ومرات وفى حقيقة ألأمر أنها
لم تكن قد قيلت سوى مرة واحدة؟؟أهو وقع الكلمة الشديد
أم هو تأثيرها القوى الذى استطاع أن يحفر فى ذهن عبده
أفندى أثرآ قويآ؟؟
ولم يكن هناك من بد للإستسلام أو الرضوخ لهذا الهاتف
اللعين الذى كان مرشدآ لعبد أفندى حيث قادته قدماه إلى شارع
26يوليو والذى كان يعرف سابقآ بشارع فؤاد حيث تقع قهوة
المعاشات والتى لم يكن يعرف تاريخها أو يعلم جذورها
ومن هم مريدوها،أو زبائنها إلا من أحاديث فكهة كانت
تتخذ من تلك القهوة مادة للحديث ،أو مما كان يقرؤه فى
مجلة صباح الخير فى ستينات القرن المنصرم حيث كان
للكاريكاتير الصحفى شنة ورنة،بقيادة عمنا خالد الذكر
"صلاح جاهين"
وهنا سوف أتوقف عن الكلام والحديث يانور العين...
لألقاك مرة أخرى على خير وسلام

No comments: