CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Saturday, January 3, 2009

أيام زمان وصيدلة زمان وصيادلة زمان



من ألأشياء المميزة لسلوكيات الشعب المصرى أنه يعتقد
إعتقادآ راسخآ فيما يصل إلى أسماعه من أقاويل،ويطال
ألأمر ماقد يكون متعلقآ بصحته أو جسده!!
ومهنة الصيدلى أو صاحب الصيدلية ،والتى كانت تعرف
سلفآ باسم "أجزاخانة" وهى تسمية تركية طالت معظم
ألأشياء فكنت ترى مكتوبآ على مبنى لمعالجة الحيوانات
"شفخانة"،أو أنك تسمع من يقول أو يسمى المراحيض
"أدبخانة" وهكذا تداخلت ألأسماء التركية فى حياتنا وإن
كانت قد انحسرت اليوم لتحل محلها ألأسماء ألإفرنكية
مثل "ريستوران"للمطعم،أو "كافيه" للقهوة ،أو
"الإسكولا" للمدرسة ،ومن يدرى أتنحسر تلك الموجة
لتحل محلها موجة أخرى،وأقصد موضة أخرى؟؟الله
أعلم....
من السلوكيات التى يتميز بها أغلب المصريين أنهم لا
يتوانون عن إسداء النصح لغيرهم حال أن يفصح هذا
ألأخير عن الشكوى من ألم أو عرض يعن له،وفى
الحال تجد مستمعه قد انبرى ناطقآ بأسماء تحمل بين طياتها
أصنافآ مختلفة لدواء يتفضل بسردها معلنآ أنه قد جرب هذا
وأفلح معه ومؤكدآ أن الطبيب الفلانى وهو لابد أن يكون من
المشاهير أو المغاوير فى مهنة الطب،قد كتبه له،أو لأحد أقاربه
الشهر الماضى،أو العام المنصرم،وأنه يقوم بنصحه ليذهب
إلى الصيدلية"ألأجزاخانة" كى يطلبه من الصيدلى،وفى نافلة
القول يعلن له من طرف خفى أنه قد قام بتوفير ثمن ما كان
سيتجشمه من نقود ثمنآ للطبيب الذى أصبحت أتعابهم من
جراء الكشف على المرضى لاتطاق؟؟؟
السلوك ألأجتماعى فى تلك الحالة أن من تلقى النصيحة
أو المشورة تحدث لدية إستجابة فورية بحيث أنه يقصد لتوه
أقرب صيدلية ليبتاع الدواء الذى تم وصفه من قبل سيادة
المستشار
ومهنة الصيدلة تأبى أن تكون مصائر الناس أو أقدارهم بين
كلمات مرسلة تخرج من أفواه أناس غير مسئولين،أو إن
شئت فهم فى عداد الجاهلين،على ألأقل فى مهنة سامية
كالطب والدواء!!
ألأمر جد مختلف لدى من يمتهن مهنة الصيدلة،إذ يأبى
قانون الصيدلة والذى يأخذ على عاتقه تنظيم التعامل فى مهنة
الدواء،ووضع الحدود الرسمية للتعامل مع جمهور المرضى
وقد إنتهى ألأمر بالقانون أن تنقسم الدوائيات إلى مجموعتين
أولاهما أن هناك من ألدوائيات مالا يسمح بتداولها كيفما
اتفق،أو إن شئت الدقة أكثر أن يتم صرفها دون وجود تذكرة
طبية رسمية تصدر عن طبيب معترف به من نقابة ألأطباء
،وله الحق كل الحق فى كتابة ما يشاء من المجموعات
الدوائية التى تجتمع فى الصيدلية تحت أسماء تجارية
مختلفة،أو حتى بأسماء كيميائية دون أن تحمل إسمآ تجاريآ
ناهيك عن مجموعات أخرى تندرج تحت مسمى ألأدوية ألمخدرة
وتخضع فى تصنيفها لجداول معينة ليس المجال لذكرها
ألآن
وقد درج عواجيز الصيادلة ممن كانوا يحترمون قواعد المهنة
وأصولها على إحترام هذا المبدأ ومراعاتهم عدم صرف الدواء
إلا أن يكون مقترنآ بما يثبت أنه من قبل الطبيب
ولكن هل كل الدوائيات تخضع لهذا النظام الصارم؟؟
الحقيقة أن هناك قسم قد لايكون من الحجم أن يقال عنه أنه
كبير ،فهو يحوى بعض ألأصناف الدوائية التى من الممكن
تداولها دون وجود مايمنع من أخطار تطال صحة المريض
وعلى سبيل المثال هناك بعض ألأدوية التى تستخدم كدواء
خافض للحرارة،أو المطمئنة"
ANALGESICS" ,
وأوضح مثال له دواء "
TYLENOL"أو المعروف باسم
"PARACETAMOL"،فقد أعطى قانون الصيدلة
الصيدلى الحق فى بيعها دون تذكرة طبية ،وذلك بقصد أن
تكون كإسعاف أولى لأم هلعة على وليدها من جراء إرتفاع
درجة حرارته،وذلك حتى تكون الظروف مواتية لزيارة الطبيب
أثناء فترة عمل العيادات الطبية
وهذا المثال ينسحب أيضآ عل كل الدوائيات التى تخضع
وتندرج تحت مسمى"OVER THE COUNTER DRUGS"
وتختصر إلى"OTC"وهنا تتجلى حكمة الصيدلى فى معاونة دور الطبيب إزاء ما قد
يشير به على المريض الذى يطلب منه النصح والإرشاد
أما من يتعدى المسموح ويقوم ببيع ماهو غير مصرح به من تداول
دون التذكرة الطبية فهو تعدى على حرمات مهنة الصيدلة وضرب
بعرض الحائط بما هو غير مسموح به وتعدى على صحة المريض
أولآ وقبل كل شىء
سمة عامة أصبحت ملفتة للأنظار هو التعامل الغير محافظ على
أخلاق المهنة،وآدابها نحو بيع الدواء بدون ظابط أو رابط،قصدآ
وطلبآ للكسب أو الحصول على المال أولآ،ثم تأتى أخلاق المهنة
ثانيآ أو حتى أن تصل للدرجة ألأخيرة فى نهاية ألأمر
كيف يتأتى لمن يستشيره من المرضى أن يقوم بصرف الدوائيات
التى تعج بآثارها الجانبية مثل أدوية الكورتيزون،أو أدوية
الضغط،أو القلب؟؟؟دون إعتبار لما قد يحدث من آثار قد تزيد
من عناء المريض؟؟
هل أصبح الكسب المادى بدوره يطال المهن ألإنسانية،أو المهن
الحساسة والتى تمس حياة البشر بسهولة ويسر؟؟
وأسترجع بعضآ من ذكرياتى مع الجيل الذى سبقنا من الصيادلة،
والذى لابد أن أضيف كلمة العظام ليصبحوا فعلآ الصيادلة
العظام،الذين تفانوا فى خدمة المرضى وبذلوا كل جهد للتكامل
المهنى بين الطب والصيلة بقصد شفاء المرضى؟؟
أتذكر صيدليات كانت ذات طابع تاريخى كمثل ماتراه فى
أفلام الغرب لصيدليات"DRUG STORES" وأصحابها
الذين كان همهم ألأول خدمة المريض الذى يلجأ اليهم طلبآ
للشفاء
أسترجع صورة الدكتور لبيب الميرىبأسيوط وهو من جيل العشرينيات
والثلاثينيات الذى كنا نجتمع حوله لنسترشد بعلمه وخبرته فى
مجال الصيدلة وليحكى لنا ذكرياته وتطبيقه للمبادىء السامية
نحو معاملة المرضى!!
وأسمع اليوم ما يشعرنى بالغثيان مما يحوم من سلوكيات مشينة
لصيادلة أصبحت الماديات لهم دينآ يقدسونه،أو يتشبثون به
وإهمال كل ما يتعلق بمهنة إنسانية تعمل على لملمة جراح المرضى



No comments: