CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Tuesday, February 8, 2011

ميدان التحرير..جبنة وسميذ.....ملح وفلفل

وهل هناك فارق ما بين ألأمس واليوم؟الجواب نعم بالتأكيد هناك
طمس للهوية الرومانسية التى نشأنا على صحبتها أو تلازمها
لنا فى غدونا ورواحنا،فمن خصائصنا الرقة والعذوبة والبعد عن 
كل ماهو خشن أو غليظ ولاأكتمك سرآ أن تلك الخصال عامة أو 
تعم على الفصيل المثلى وتصاحبه أينما كان فى تلاقى أو توازى
مع ملكة إبداعية يكون من تزاوجهما شيئ من التأمل الحالم أو
الخيال الرقيق الذى لايخرج عن إطار العذوبة والرقى.
هذا هو حالنا نحن المثليون الذين يقع عليهم غبن كبير،أو يطالهم
تعامل عسير قد يرقى إلى كره أو نفور لايعدله سوى تلك الرقة أو
المؤانسة التى قد تزيل شيئآ مما يطالنا !!ا
وبلغة السينما حيث يقفز إلى ذهنى ما يسمية أؤلئك المحترفون 
بالفلاش باك أرى ألآن ميدان التحرير بالقاهرة وهو ماكان يطلق
عليه فى (العهد البائد)مسمى ميدان ألإسماعيلية وهو تقدير 
واعتراف بلمسة جمالية تنتسب إلى حاكم مصر الذى أراد أن
تكون عاصمة ملكه إمتدادآ أو إخاءآ لمدينة النور باريس العظيمة
مدينة الجمال(بفتح الجيم)حيث لايخبو فيها نور،ولاتهرم فيها أنثى
فهى شباب أو سراج منير ،فكانت أمنية أفندينا أن يتجول فى ميادين
المحروسة ويغمض عينيه ليرى لافارقآ بين القاهرة وباريس؟؟
وحتى لانتذكر خديويآ أو برنسآ فقد أخذت الثورة (المباركة)على 
عاتقها أن تمحو من ذاكرة الناس ما يقلق ذاكرتهم ليسترجع لهم
تاريخآ سطره أحد ينتسب إلى تلك الطغمة الفاسدة من عائلة
ألألبانى محمد على الذى بقدرة قادر لم يجلب على مصر سوى
الشر ولم تكتسب مصر على يديه سوى الدمار؟؟وكأن عقولنا
قد نسيت أو أنسيت من أدخل زراعة القطن فى أرضها،أو من أقام 
القناطر للرى،أو من أنشأ الترسانة البحرية،أو من أصدر أول جريدة
أو صحيفة مصرية تعد من أوائل الصحف العربية أو هى بالفعل 
بادئتها؟؟فى لمح البصر أجبرنا نحن جيل سنوات الخمسين من 
القرن الماضى على أن نسهو على من كان له اليد الطولى فى تأسيس
الجامعة ألأهلية(جامعة فؤاد ألأول) ومن كان يرأس مجلسها الموقر
الذى كان ينضوى تحت لوائه كبار القوم وأعز رجالات مصر؟؟
فى غمضة عين محى كل شيئ،وكنت شاهدآ على ذلك وكان مدرس
التاريخ(خوجة التاريخ)لدينا عام 1951 هو ذاته من كان يشرح 
لنا تاريخ مصر الحديث عام 1952،وبين عشية وضحاها انقلب 
اللون ألأبيض أسودآ ليبح آخر ملوك مصر يحمل لقب الملك السارق؟
بعد أن كان يلقب بمليك البلاد المفدى؟؟
هل بطل ألأمس يصبح وغد اليوم؟؟وهل هى من خصائص الشخصية
المصرية أن تتنكر لما سبق لتعلى مايروق لها اليوم دونما حفظ 
للجميل أو إعتراف بالفضل؟؟
وقد كان الزمان 1959والمكان فى صحن الميدان الشهير أمام نافورة 
باسقة إمتدت اليها يد التعمير ولمسات الجمال لتضيئ بألوان زاهية
تجذب لها القاصى والدانى لتجبره على الطواف حولها ليستمتع بما
قدمته له الثورة من إصلاح وتعمير حتى لو كان ألأمر نافورة...ولكنها
كأخريات مثلها اكتسبت تنويهآ أصبح يلتصق بكل ما أنشئ فى 
عهد الثورة؟؟تنبيه كنفير السيارة يعلن إليك سواء رضيت أم لم ترضى
بأن هذا الذى أمامك قد أنشئ فى عهد الثورة؟؟
ولن أنسى فى أطراف مدينتى مدينة المنصورة أن وجدنا ونحن نتجول 
فى ليالى الصيف شبه كوبرى من ألأسمنت المصمت ليس إلا دونما 
تسوير أو حواجز وقد كتب عليه:أنشئ فى عهد الثورة؟؟
وتتداعى الصورة الجميلة لبائع السميذ الذى يصر على أن ينفحك قرطاسآ
من الملح المطعم بالبهارات الفاتحة للشهية كى تأكل سميذة مع شيئ من 
الجبن التركى الذى مازال طعمه أتذكره جيدآ!ا
سميذة وجبن تركى وملح وبهارات كل هذا لم يكن ليتجاوز خمسة 
وعشرين مليمآ...يالهوى حاجة ببلاش كدة....ا
وإن كنت من المحظوظين فسوف ترى فى ليالى 23يوليو المجيدة
الأحتفالات التى تذكر الشعب الذى علمه الكولونيل ناصر العزة والكرامة
كما ظل ينادى وليكرر ويقول حتى أن غادرنا غير مأسوف عليه...ا
فى تلك الليالى كنا نرى فى جوار كوبرى قصر النيل أفراد جيش مصر
وهم يطلقون صواريخ البهجة والسرور لعناقيد العنب أو ثريات النور
فى سماء القاهرة،لتتوج بعد ذلك بصورة البكباشى العظيم جمال عبد
الناصر والذى من المحتم أن تعلن ولاءك له جبرآ أو قسرآ،طواعية
أو كرهآ...فلا يجب أن تغرد خارج السرب وإلا طالك زبانية حمزة
البسيونى برجاله ألأشداء أو كلابه الجوعاء؟؟
الميدان يموج بالأطفال التى أدخل فى تلافيف مخها أننا سنعيش 
فى عز وهناء،وأن الخير قادم لامحالة..أليس قائدنا مافتئ يعلن
أن رغيف العيش سوف ينخفض ثمنه ليكون بأقل من خمسة مليمات؟؟
أليس هو الذى بشرنا بأن كيلووات الكهرباء سوف يكون بمليم واحد؟؟
واستميحك عذرآ أن أذكر مليم فقد ولى عهد المليم وحل محله المليون
وفيما مضى كان ألف من الملاليم يعدل جنيها مصريآ واحدآ،والجنيه
المصرى يعدل خمسة ريالات جلفية،أو سعودية ..كان ياماكان
فى باحة التحرير كنا نتشعبط فى ما كان يعرف بالتروللى باس
مركبة تدار بالقوى الكهربية تخترق شوارع المحروسة من ميدان
العتبة إلى الجيزة،مرورآ بشارع فؤاد(عفوآ شارع 26يوليو)ثم
كوبرى الزمالك إلى شارع النيل،(عفوآ طريق جمال عبد الناصر)حتى
الجيزة...ويناظره خط آخر من ميدان العباسية الذى أدهش لعدم تغيير
إسمه وحتى لايذكرنا بأحد الحكام الفاسقين وليكن عباس الذى من
مفاسده أن أنشأ العباسية ؟؟تبآ له ولذريته ألأشرار!ا
التروللى باس كان مظهرآ حضاريآ لوسيلة مواصلات حديثة تجوب
أنحاء القاهرة ملحق به جهاز تكييف ،وجرس تنبيه للسائق حال
أن تريد النزول من الباب الخلفى،وكراسى للجلوس من الفبر اللامع
وقد كان حديثآ علينا أو هو من آثار المدنية ألأوروبية!ا
مما كان يثلج صدورنا أن نجرى وراء التروللى باس كى يحملنا 
وبالتأكيد على مضض إذ أن طاقته لم تكن مهيئة أن تتحمل كل 
هذا النفر من البشر ولكننا مصريون لاللنظام،لاللقانون،لالاتباع
التعليمات..لالكل شيئ إلا المصلحة الشخصية التى من أجلها نضحى
بكل شيئ حتى المصلحة العامة أو مصلحة المجموع؟؟ليه كدة؟؟
ممكن ترد عليه وتقوللى ليـــــــــــــــــه؟؟

No comments: