CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Monday, December 27, 2010

ومازلنا فى أول الطريق للعمرانية

ومشيت لأبدأ الطريق إلى العمرانية،وهناك عمرانية شرقية
يحدها شريط السكة الحديد،وعمرانية غربية يجاورها 
الطريق الذى ينتهى بك إلى ألأهرام وأبى الهول ومايفصل
الشرقية عن الغربية سوى ترعة ليست بالعريضة،أو قل
المتسعة فهى جدول مائى أعتقد أنه يطلقون عليه إسم
ترعة الزمر،ولكنى كنت أسير كجسد متحرك يلبسه لحم
ودم،بينما روحى وعقلى تسترجع بعضآ من ذكريات مر
عليها أكثر من خمسين عامآ،وتذكرت أن هناك من تلبس
تلك الحالة من قبل وادعى من ادعى بصعوده للسماء
بالروح دون الجسد،ومنهم من قال إن من قال ذلك فقد
جانبه الصواب وشط عن الحقيقة فقد صعد بالروح والجسد
وماأدرى أين الصواب؟؟إلا أنى أكاد أجزم بأنه ليس روحآ 
ولا جسدآ إن هى إلا هلاوس كان من الذكاء أن ألبسها
ثوب الحقيقة وصدقه أجلاف كانوا يناطحون البهائم فى
علمها ويبزون المواشى فى جهلها فليس من المعقول
أن يتقبل ذو عقل تلك الهلاوس وإنما هو تقليد لما كان 
قد روى فى ميثيولوجيا الجيران ،فقد قال الفرس فى
كتبهم أن أرتاويراف وهو شخصية أسطورية لديهم قد
أوفد من قبلهم استنادآ لما كان يتمتع به من جمال و
كمال أن يصعد للسماء كى يستكشف أحوال الفرس لدى
الرب وأن يرجع ليطمئن الناس أن الرب فى حالة رضاء
وأن الزرادشتيه بخير وسلام!ا
كل هذا تداعى فى خاطرى حال أن هممت بالسير فى 
أول الطريق وأسرح فى بقعة كانت حتى أوائل الخمسينيات
من القرن الماضى شبه قرية ولها عمدة وأعتقد أنه ينتسب
إلى عائلة "ضو"ووظيفته أن يكون ممثلآ للحكومة ومهمته
أن يشرف على أمور الضبط والربط،وقد كانت تلك الوظيفة
بالتوارث ألأبن يرثها عن ألأب،,الأب قد يرثها عن الجد
وهكذا فالعمودية أيام زمان كانت عصبية،وتوارثيه؟؟
وماأشبه اليوم بالبارحة......؟؟؟وإلى هنا لاأستطيع أن
أكمل أو أن أصل الحديث فالوراثة قد نقرأ بعضآ من
خصائصها فى علوم الوراثة للحيوان،وللنبات وقد نسبر
أغوارها مما يتوفر لدينا من مجلدات أو كتب مرجعيه
إلا أننا الآن لانقوى أن نتلفظ ببنت شفه فى شئ تعيش
مصر فى أتونه وعندما ترد كلمة التوريث والتى هى من 
مرادفات الوراثة والإرث تجد تفاعلات الحساسية قد
أفصحت عن ذاتها وحدث هرج ومرج وقامت مظاهرات
وتظاهرات،وتصريحات وكلمات تعلن فى وضوح تشملها
عصبية وانفعال ألا وجود لكلمة التوريث فى مصر؟؟
وهل أقدم زيد من الناس على أن يطلب وراثة عرش مصر؟؟
أعتقد أن هؤلاء يتجنون على الناس ويقذفونهم بما ليس بهم
أو يدور حتى فى خلدهم..وإن كان هناك نفر قد ارتضى أن
يقوم على خدمة الناس فله منا الشكر والتقدير ولنا أيضآ
أن نجزم بأن العاقل هو من ينأى بنفسه عن الحكم ومشاكل 
القيادة....!ا
فى العمرانية كانت مساحات شاسعة لايعمرها سوى تلال 
من قصب السكر حيث لقربها من محطة السكة الحديد التى
يبدأ عندها خط "جبلى" لينتهى فى الشلال بعد أسوان
فقد آثر من يعمل فى تجارة قصب السكر أن تكون العمرانية
الوسيط بينهم وبين من يمتهن مهنة عصير القصب وقد
كان معظمهم إن لم يكن جلهم من أبناء الصعيد،ومنهم من
كنت أتناول منه واحد شوب عصير بقرش صاغ يعقبه
تحية وسلام للأفندى الذى شرف المحل وابتاع مما يعرض
من بضاعته،كان ذلك فى شارع الصناديلى بالجيزة.ا
لذلك كان جو العمرانية غير نقى مما كان يعلق به من
قشور أعواد القصب خاصة إبان أيام الخماسين المتربة
ولن يختلف الحال كثيرآ اليوم فقد ظلت وزارة البيئة على
خجلها أن تلطف من الجو الغير نقى الذى يملأ سماء
القاهرة بسحاب داكن لم يختلف فى أثره كثيرآ عن جو
يعلق به قشور أعواد قصب السكر،ماأشبه اليوم بالبارحة
كانت السمة الغالبة فى العمرانية تلك المساحات الواسعة
والبيوت التى لايتعدى ارتفاعها سوى طابقين أو على
ألأكثر ثلاثة من الطوابق وهى تعلن عن نفسها فى خفر
واستحياء فمالكوها هم من شبه أقنان ألأرض الذين
استطاعوا أن يقتطعوا قليلآ من النقود لبناء منزل حيث
يحميهم من عوامل التعرية من مطر أو رياح ،كذلك
كان يحوط العمرانية مايعرف بالعزب وهى جمع عزبة
مكان يتمتع بشبه طرق ترابى لم يصادف أن صافح 
ألأسفلت أو الزفت يومآ،وإن كان قد سمع به من 
أصدقائه المقربين والذين يخرجون ألسنتهم حين 
يتحدثون إلى تلك الطرق الترابية وبمنطق الزهو والكبرياء
فهم يتمتعون بالرعاية لأنهم فى مناطق ذات حيثية ومكانة؟؟
حين تدلف إلى تلك العزبة تجد بعضآ من الدكاكين التى
وصفها "دانيال ليرنر" الباحث ألإعلامى بأنها بقال القرية
فى معرض حديثه عن ألإعلام والتنمية،تضاء بلمبة الجاز
وقد كان هناك حجمين،أولاهما يكتسب إسم لمبة نمرة إثنين
وألآخر أكبر حجمآ وأعز نفرآ يقال لها نمرة خمسة ولاتختلف
سوى فى الحجم وشدة الإستضاءة،أما المادة التى تحترق بها
فقد كانت البترول أى الجاز ويقولها أهل القاهرة الغاز
وهم مختلفون بعض الشئ فى نطق بعض المفردات فالتموين
وهو ما يبتاعونه من البقال التموينى وتخصصه الحكومة
الرشيدة رحمة بالناس وعطفآ منها عليهم بالتومين،
وينادى على الولد بياد مع تفخيم الياء وهكذا.ا
قد تجد لدى بقال القرية الخبز المدعم بالتراب،والجبن
الذى تنازل فى غير رضاء عن لونه ألأبيض ليصبح
اللون الرمادى وقد يتدرج هذا اللون ليصبح لونآ أقرب إلى 
اللون ألأزرق أو ألأسود وأظن أن ذلك مما اكتسبه بقال
 القرية مما قرأه أو تعلمه فى كتب التسويق،ألذى أرى
أنه التسويء وليس التسويق؟؟
فى بعض الدكاكين الفخمة قد تجد البيض، وقد كانت
البيضة وقتها تباع بتسعة مليمات،والمليم ياسيدى هو 
واحد على ألف من المأسوف على شبابه المدعو جنيه
ونظرآ للغلاء الذى طرأ وبدون سابق إنذار فقد ارتفعت
أسعار المواد الغذائية وأصبح البيض سعره فى السماء
فقد وصلت البيضة إلى إحدى عشر مليمآ؟؟؟يالطيف
يالطيف..إرحمنا يارب!ا
أما البلوبيف أو اللانشون فهناك من يفتح فمه تعجبآ و
إندهاشآ لك حين تطلبه منه ويتصور أنك ترطن بالإنجليزية
أو أنك سائح من إياهم رماه الهوى....فهوى؟؟
وإن كان لديك رغبة أكيدة أن تأكل مثل أولاد الناس من
البلوبيف أو البسطرمة فعليك بأقرب محل فى ميدان
الجيزة فهناك جمعية ربات البيوت ورئيس مجلس
إدارتها السيدة زهرة رجب أو محل بوشناق البقال
أو محل ألأستاذ بشارع عبد المنعم...ا
أنا جعان ونفسى آكل...إيه رأيك نتقابل غدآ بعد أن أكون
قد نزلت للبقال الذى تحت بيتنا وألملم منه مالذ وطاب كى
آكل وأملآ بطنى......باى باى

No comments: