CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

Friday, January 30, 2009

(4)وفى قهوة النكد-المعاشات سابقآ-كان هناك أخذ ورد

....وكعادة أى موظف على ألأقل فى مصرنا العزيزة،يشمله ألإضطراب
ويلفه الحرج الشديد عندما يلتقى برئيسه المغوار والذى يفوقه مرتبة أو أن
تكون له الهيمنة أو التحكم فى مصائره من تقارير سرية جعلت مدير ما
بجرة قلم يمنع فى حالة الغضب والسخط،أو يمنح فى حالة الرضا والقبول
هكذا تربى الموظف المصرى على الخضوع والخنوع للمدير،الذى قد
يكون مديرآ بالدرجة ألأولى فقط ،أو أن يكون مذيلآ باللقب الشهير المدير
العام والذى يترأس فى العادة مجموعة غلبانة من المديرين والذين يطمعون
ويصلون ليل نهار أن يغدق الله عليهم قرارآ بالترقية لدرجة مدير عموم؟؟!!
هكذا كان حال عبده أفندى والذى لايشذ كثيرآ عن الطابور اللا نهائى من
موظفى الدولة إذ فوجىء بسيادة المدير العام والذى كان فى حجرة مجاورة
للحجرة التى كان يقبع بها عبده أفندى وهى خاصة بإحدى ألإدارات ألأخرى
التى تعج بها المصلحة...عفوآ كما كانوا يقولون عليها بينهم وبين أنفسهم
بالمخروبة،وهى سمة عامة أيضآ تجدها شائعة لدى قطيع موظفى الدولة
حيث تجدهم ضائقون،أو متبرمون بأوضاعهم ومصالحهم التى ينتمون
لها والملاليم الضئيلة التى لاتغنى ولاتسمن من جوع،ولكن العين بصيرة
واليد قصيرة،ولا حيلة فى الرزق ولاشفاعة فى الموت؟؟؟أهى عيشة!!
وهكذا تداعى كل ذلك مع الطلعة البهية للمدير العام ألأستاذ حنا أفندى
ويصا،والذى وجد عبده أفندى فى طريقه يقوم بمراسم الترحيب،وبروتوكول
ألإستقبال لسيادة مدير العموم،وبعد إفشاء السلام وصباح الخير ويعقبها
صباح النور،وفى داخلهم لاوجود للخير أو النور،فالهم قد طال ألإثنين
وكلاهما قد دخل حظيرة المحالين للمعاش ،وانتظموا فى طابور يخضع
للمالانهاية عددا وعدة،وأدى حال الدنيا!!
ولم يتنبه عبده أفندى إلا وهو يحس بقبضة قوية على أصابع يديه،وهى من
روتينيات التعارف أو من بروتوكولات السلام والتحية
ولم يجلس عبده أفندى على الكرسى إلا عندما جلس حنا أفندى قبله
وهذه من أصول ألهيبة ومن مبادىء ألإحترام الذى لابد وان ترى النور
فى حال لقاء مثل هذا وهو نسخة مكررة لما يحدث مع أى موظف
عندما يلتقى رئيسه أو من هو أعلى درجة منه...
يبادر حنا أفندى بالحديث موجها كلامه لعبده أفندى ومازحآ بتثاقل حتى
تحس بأن الكلمات لاتريد أن ترى النور أو تكون وصالآ بين الرجلين
_إنت بتيجى هنا كتير ياعبده أفندى؟؟إياك تكون طلعت معاش زى حالاتى؟؟هه؟؟
-أيوه ياسيادة المدير...ويقاطعه حنا أفندى مبتسمآ إبتسامة باهته أو
زى مابيقولوا من تحت ضرسه
-تقصد المدير العام سابقآ كلنا فى الهوا سوا ياعبده أفندى أنا وانت
وجيش عرمرم من موظفى الدولة لازم يشرب من نفس الكاس ولازم
ينعم عليه بجواب رفت،إنهاءآ لخدماته،ولحضرته تشكرات ...
الواقع ياعبده أفندى إنى بعد خروجى على المعاش إكتشفت حقيقة لم
أكن أدركها وانا فى الخدمة...
-إيه هيه يافندم؟؟
-وأنا فى الخدمة كنت باشتغل بجد وإخلاص،وكنت أعاقب المقصر
،وبقدر ألإمكان أكافىء المجتهد،حتى لو قدرت فى ظل ألأمكانات
المتوافرة أن أحييه أو أطبطب عليه وأقوله متشكر أو كتر خيرك!!
وكان إحساسى أن المصلحة دى هيكون لى فيها نصيب بعد طلوعى
على المعاش ،يعنى ببساطة كنت باعتبرها بيتى التانى ،بابنى واعمر
فيها وأخلص لها،وأزعل عليها لما يحصل شىء يكون ضدها أو
يقلل من شأنها إحنا جيل ياعبده أفندى إتربى على ألأمانة،والصدق
-طبعآ ياسيادة المدير العام إحنا الجيل إللى ماطالوش أو ماصابوش
أى تلوث أو شىء يمس شرفه أو يحط من كرامته...صح يافندم
-بينى وبينك الجيل بتاعنا ده بيمثل نسبة ضئيلة جدآ من باقى الموظفين
النهاردة الرشوة هية العملة السايدة فى البلد،وفيه شعارات غريبة
كده بنسمعها زى إبرز تنجز،ومعاك لحلوح؟؟وحاجات كده غريبة
-دى مشكلة أمن قومى يافندم...ولازم الدولة تتصدى للنغمة السائدة دى
ولو ماحصلش شىء إيجابى على البلد السلام ...أنا مش عارف
هل الحكومة نايمة وموش حاسة باللى بيحصل؟؟والا عارفة ومصهينه؟؟
إن كنت لاتدرى فتلك مصيبة،وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم!!
-معاك حق ياعبده أفندى،لكن فاكر لما الثورة جت عام 52؟؟وعملت
قانون الرشوة؟؟اللى جرم الرشوة،وعاقب الراشى والمرتشى؟؟
-يافندم أفكر سيادتك بقانون التطهير إللى كان فى سنة 54،وإللى
طلع الناس الملوثين وركنهم من وظايفهم،وكل ده كان بقصد إن
البلد حالها ينصلح ،وشعار الطهارة الثورية يمشى على الوزير
والغفير؟؟
-أيوه فاكر وكل ده بعد شوية أصبح سراب وآدى حال البلد يا
عبده أفندى...كيلو اللحمة وصل إثنين جنيه؟؟ومحدش بيقول ليه؟؟
وعلى رأى الدكتور عبد الوهاب،من غير ليه!!
-تفتكر سيادتك إن الحال ده هيستمر ويبقى الحال على ما هوه؟؟
-البلد ماشية من سىء إلى أسوأ ياعبده أفندى،وفية طبقة جديدة
تقدر تقول إنها أحفاد ألإقطاعيين،والناس إللى الثورة قالت
لنا عليهم الرأسماليين المستغلين،همه إللى بيستعدوا للإنقضاض
على كعكة إسمها مصر ينهبوا خيرها،ويتمتعوا بثروتها،وأى
حد يحاول يقف قصادهم هيفرموه ويدوسوه برجليهم،دى تصفية
حسابات ياعبده أفندى...وخلينا نتفرج من مقاعد الترسو إحنا
لابينا ولاعلينا تقدر تقول يدوب كفاية علينا نشجع اللعبة الحلوة
- بس يافندم موش شايفين لالعبة حلوة ولا حتى لعبة وحشة ده
الملعب إتقفل على الناس دى وأصبحوا بيلعبوا فى الضلمة
ولا من شاف ولا من درى؟؟
-علشان كده بقولك مصر ماشية من سىء إلى أسوأ
أنا شخصيآ بافكر أهاجر أنا وأولادى نروح أى بلد قول
أستراليا،قول كندا،وبينى وبينك إحنا كقبط أصبح بنطنا واطى جدآ
بتلاقى إشى أحداث الزاوية الحمرا،وفى الصعيد كل واحد مدكن
على مقروطة،أو فرد ومحتفظ بيه فى البيت ؟؟؟طيب ليه
وصلنا للحالة دى؟؟فين أيام مكرم عبيد إللى كان حافظ القرآن
ويستشهد بيه فى جلسات المحاكم؟؟فين اللحمة الوطنية إللى
شفناها فى ثورة سنة 19؟؟الصليب مع الهلال؟؟
ياترى البلد دى راحة على فين؟؟
-أنا بخبرتى المتواضعة ياسيادة المدير العام جنب خبرة سيادتك
شايف إن مستقبلنا مظلم،والناس إللى فى الحكم دول مايهمهم
إلا الكرسى والكرسى فقط،أما الوحدة أو اللحمة زى ماسيادتك
بتقول عليها فطز ثم مائة طز،يتبعها ألف وتسعميت طز!!
ولما سيادتك وأولادك يطفشوا من البلد وغيرهم وغيرهم نفس
الشىء،مين إللى هيعمر البلد وياخد بإيدها؟؟موش كفاية أى واحد
الدولة بتعلمه وتصرف عليه فى البعثات فى بلاد بره،وبعد
مايحصل على الشهادة العلمية يبيع نفسه لأى بلد تغريه
بالفلوس والنعيم إللى دور عليه فى مصر وللأسف لالقاه،ولا كان
فيه حتى أمل إنه هيشوفه فى يوم من ألأيام!!
أنا لو رجع بى الزمن -ماتزعلش منى- كنت إتعلمت الهبش
أو النصب،ودول لهم مدارس ومعاهد إنتشرت فى مصر
وخريجيها كتير وإللى بيتخرج منهم بيلاقى هبش ونصب على طول
مابينتظرش القوى العاملة إللى من سنتين قالت بح وخلص المولد
لافيه تعينات ولا وظايف، هيه فته ولا ميغه؟؟؟؟
وتأتى الساعة الثانية ليخرج سيادة المدير العام ومعه سيادة مدير ألإدارة
سابقآ،ليلحقا مايكروباس لتوصيلهما إلى المنزل....

Saturday, January 24, 2009

ودخل سبع البرمبه برجليه قهوة المعاشات (3)

....وكطفل لا يملك من الحياة سوى سنوات أربع هى كل ذخيرته
التى يتكىء عليها عند دخوله المدرسة ،كان عبده أفندى يتلفت
يمنة ويسرة لايقع بصره على شىء محدد فى قهوة المعاشات
والتى أستقر ألأمر مؤخرآ على أن تكون قبلته،أو مسعاه وهو
المكان الذى لايعلم عنه شيئآ سوى ما اختلسته عيناه من رسوم
كاريكاتورية كانت تعج بها مجلة "صباح الخير" وقت أن
كانت تتربع على عرش المجلات ألأسبوعية ويقوم على إدارتها
"إحسان عبد القدوس" أمير الصحافة المصرية وطفلها المدلل
حيث كانت أمه "فاطمة اليوسف" الممثلة وربيبة الصحافة
تطلق يده كيفما شاء فى إدارة "روزاليوسف" وما انسلخ منها
من دوريات،وكان على قدر المسئوليه فغدت دار روزاليوسف
من الدور التى تتربع على عرش الصحافة بينما هناك دور
أخرى تتسول القارئ أو تحاول أن تتلمسه ولكن هيهات
فوجهها كالح ومافيها فارغ مايملأ عين القارئ أو يأتى على
هواه!!ا
مجلة صباح الخير إقتنصت "صلاح جاهين" وهو رجل
يمكن أن تطلق عليه ذو ألألف موهبة تمامآ كالرجل الذى
يطلق عليه ذو ألألف وجه،فنان متعدد المواهب،ممثل فى
السينما،رسام تخصص فى فن الكاريكاتير،زجال أشتهر
بابتداعه ما عرف باسم الرباعيات وكان عبده أفندى من
أشد المعجبين بما كان يكتبه فى تلك الرباعيات جاهين،
حيث كانت مزيج من التأملات والحكمة التى ينطق بها قلمه
لتدخل فى نغاشيش من يقرأها ويعيد قراءتها مرة ثم أخرى
ليجد معنى آخر،أو حكمة ثانية يعتد بها ويضعها حلقة فى أذنه
ومما أبدعه جاهين كان التعبير الساخر على مجريات ألأمور
بمصر سواء أكانت سياسية أم استدارت لتكون إجتماعية
ومما سخر منه عمنا صلاح جاهين كان تلك القهوة ذات
الخاصية التى جاءت على غير مثال ولم تكن هناك من قهوة
أخرى تنافسها فى طعمها أو لونها،فقهوة المعاشات صورت
بريشة جاهين وهى تحوى روادآ كانوا على غير مثال،كلهم
من أرباب المعاشات،أى أنهم أناس تربو أعمارهم على
الستين سنه،وقد يمتد بأحدهم العمر ليتجاوز الثمانين،وهذا فى
مقدور الله وقدره،وعلى رأى المثل:ألأعمار بيد الله،والعيد
الصغير يأتى قبل العيد الكبير؟؟وكلها أمثال تلف وتدور
حول الرجل المسن الذى شاءت ألأقدار أن يصبح من المعمرين
فى ذات الوقت الذى قد ينقصف عمر أحد من الشباب ليموت فى
سن الورود؟؟ولله فى خلقه شئوون
عمنا صلاح جاهين دأب على أن يصور رواد قهوة المعاشات
وهم فى حالة إسترخاء جسدى يسبقه بطبيعة الحال بل ويتفوق
عليه حالة إسترخاء عقلى أو تبلد ذهنى لافرق بين ألأثنين فكلاهما
يؤدى إلى نتيجة واحدة وهى السكون وعدم الحركة،بل تعدى ألأمر
كذلك إلى عدم الكلام حتى لاتستهلك طاقة أجسادهم فى أى عمل أو
حركة أو نشاط أو مجهود،ظنآ منهم أن عدم الحركة بركة،وليس كما
أشيع بين خلق الله من أن الحركة بركة،أو أن الرزق يحب الخفية؟؟
بالتأكيد الناس غلطانة،وهم واهمون ،وإللى عاوز يتأكد من
كده ييجى يقعد ويانا ويشوف على شرط أن يتبع قانون القهوة من
عدم الكلام،أو حتى رد السلام؟؟
عبده أفندى كان يتابع عمنا صلاح جاهين وهو يفقع الكاريكاتير
كل أسبوع وأصبح الرسم بابآ ثابتآ يسخر فيه من تلك ألأشياء
التى عفا عليها الزمن وأصبحت تنافس التماثيل فى كمونها أو
سكونها...
وكل رسم من تلك الرسوم كان يخفى وراءه هدف ويصف
إخوانا أصحاب المعاشات بصفة قلما تجدها إلا فى تلك الطائفة
من البشر التى أصبح عبده أفندى من توابعهم أو من محاسيبهم
ياااه ألله يلعن أبوك يازمن ياللى دخلتنى فى زمرة أرباب المعاشات
ويتذكر رسمآ لجاهين كان لإمرأة من حسناوات النساء،من سوء
حظها أن زوجها من الزبائن المستديمين لقهوة المعاشات،
وبالصدفة كان يسكن فوق القهوة،ويبدو أنه كان فى حالة ألإسترخاء
التى ذكرناها سابقآ،إضافة على مايبدو لحالة أخرى أو نوع آخر
من ألإسترخاء الجسدى لأحد ألأعضاء التى يجب ولا بد من أن تنفض
عنها الكسل والإسترخاء فى لحظات ما بغرض إرضاء
المرأة،أو ليملأ عين زوجته....؟؟؟
الراجل مبلط فى الخط،أو تقدر تقول عليه بعافية حبتين
والعملية زادت عن حدها،فما كان من الزوجة المصون إلا أن أحضرت
قصرية زرع لتقذف الزوج النائم على القهوة بها وهى تقول له
قوم ياسى محمد الربيع جه...!!!والمعنى فى بطن الزوجة وكذل
فى بطن عمنا صلاح جاهين؟؟
دلف عبده أفندى المدير ورئيس القلم سابقآ إلى القهوة،وقد إنحطت
معنوياته ووصلت إلى الحضيض،ولم يجد فى نفسه القوة
أو الرغبة فى أن يقول سعيدة أو السلام عليكم،وبينى وبينك حتى
لو كان قالها فلن يجد أحدآ يرد عليه السلام ،أو حتى يجد فى نفسه
الرغبة فى الكلام،مانا قلتلك الكسل أحلى من العسل!!ا
كل الترابيزات كومبليت ،وبصعوبة لمح ترابيزة شاغرة
يبدو أن مالكها،وأقصد شاغلها المعهود لم يأتى فى هذا اليوم
إحتمال أن يكون قد غير رأيه وذهب يسعى على حاله بدلآ من
الجلوس على القهوة،أما الإحتمال ألآخر فهو أن يكون قد
قصف عمره وذهب يقابل الملائكة والقديسين وكلنا لها ولا
عزاء للسيدات!
وأهى قعدة ياسى عبدة،حتى من غير أفندى وبينى وبينك
ماعادتش فارقة ،ده حتى الست النهاردة بتكلمنى الصبح وأنا نازل
وهيه تقول لى :مع السلامة ياعبده؟؟علما بأنها طيلة أربعة وثلاثين
عاما مضت كانت تستحضر كلمة أفندى حتى قبل كلمة ياسى
عبده...هوه جرى إيه؟؟
الواقع ياعبده أن أى إمرأة تكره ولاتحب أن يكون زوجها بدون
شغله أو مشغله،يعنى عاطل وتسمى مثل هذا الرجل بالرجل العويل
يعنى راجل نص لبه،ويركبها ميت عفريت إذا جلس الرجل
بالبيت ،يعنى لازق لها صباح ومسا؟؟وبطبيعة الحال سوف
يلقى بملاحظاته على أى شىء حتى لو كان هذا الشىء تغيير
مكان مقشة البيت من هنا لهناك؟؟وستقوم زوبعة من النقاش
بين ألإثنين لتنتهى بمشاجرة يعنى عكننه...يعنى غم وهم،وهذا
بالإضافة إلى أن قعدة الراجل فى البيت تجعل النساء الذين
يشكلون ألصديقات أو الجارات المحترمات فى حرج شديد
من الزيارة المعتادة كل ضحى حيث يتناقشن فى مسألة ألأكل
والخضار وإرتفاع ثمن القوطة والفكهانى الذى على الناصية
الذى يبيع الفاكهة بضعف ثمنها فى السوق،ولا السمك إللى
أثمانه وصلت للسما؟؟
هذه هى مفردات حديث نون النسوة الذى هى مكررة ومعادة
كل صباح ولكن لا يوجد من مواضيع جادة أخرى فى
جعبتهن يتحدثن فيه،وعلى رأى إللى بيقول نسوان فاضية؟؟
وليس من الطبيعى مثلآ أن يفتح باب النقاش حول
مسألة الديموقراطية ،أو أخبار السيد كاسترو وخناقاته مع أمريكا
هذا كلام ومواضيع دمها تقيل ...ياباى إزاى الرجالة لما بيقعدوا
مع بعض بيتكلموا فى الحاجات دى ،وآل إيه بيتكلموا فى السياسة
بصراحة لايقبل العقل أن يحضر الرجل تلك المناقشات
ألأرسطوطاليسية،أو المحادثات البيزنطية لهؤلاء النسوة
يعنى ياعبده عليك والقهوة كل يوم حتى تحفظ كرامتك
ولا تسقط من عين مراتك أكتر من كده،مش كفاية لاشغلة
ولا مشغلة
وتقع عينه على قادم أو آت للقهوة يدلف إليها فى تثاقل وبطء
يقدم رجلآ ويؤخر أخرى ،ولكنه لايخطئه أبدآ...إنه سيادة المدير
العام أو كما يقال عادة مدير العموم ألأستاذ حنا أفندى ويصا
ياترى مالذى أتى به إلى قهوة النكد دى؟؟؟
إلى لقاء

Wednesday, January 21, 2009

عبده أفندى فى مفترق الطرق ..حسرة علية(2)



ولاأخفى عنكم شيئآ مما يحدث الآن،فمع شرب فنجال القهوة
اللذيذ والذى أحتسيه صباحآ ومساءآ،تتواتر أو تتداعى
الصور الغير مرتبة أو مهندسة لما يجرى ألآن ونحن نقف
على مشارف يوم جديد يحمل رقم 14 وهو اليوم التالى
لخروج عبده أفندى من قطيع الموظفين العاملين فى المصالح
والدواويين،إلى أن ينتمى لساكنى حظيرة المحالين على
المعاش،أمثال سيد أفندى ،ومحمد أفندى،وكذلك جرجس
أفندى ممن سبقوا عبده أفندى وكان ترتيبهم متقدمآ فى
ألإحالة للمعاش...سيد أفندى كان مدير قلم المستخدمين،
جرجس أفندى كان ناظر ألأرشيف وغيرهم ممن قفزوا
إلى ذهن عبده أفندى ليتراءى أمامه طابور طويل من خلق
الله أستكمل اليوم بإضافة سيادته وتشريفه لهذا القطيع
أقصد طابور المحالين للمعاش!!!
الساعة تقارب السادسة والنصف وهو ذات الموعد الذى
كان يستيقظ فيه أستاذنا المغوار ليقف أمام المرآه كى
يقطف شعيرات ذقنه التى لاتكل أو تمل من أن تنمو
رغمآ عنه أو عندآ فيه كى يحلقها ويبدو نظيفآ ويمكن
أن يقال عنه عبده أفندى اللميع!!
ثم ماالذى أقلقه اليوم ليستيقظ فى نفس الموعد الذى
لم يخطئه يومآ منذ ستة وثلاثين عامآ منذ أن ذخل
المصلحة كموظف درجة ثامنة ؟؟
ويبدو أن الساعة البيولوجية التى يقرأ عنها أو يقولون
عنها أنها حقيقية وليست عبثية بدليل أنه قد استيقظ
فى ذات الموعد،على أى حال فالأستيقاظ بدرى من
الخصال المحمودة ،وهكذا سارت ألأمور على نفس
المنوال كسابق عهدها كما لو كان اليوم هو أمس ولم
يتغير ثمة شىء بحيث أنك حتى ألآن لا تستطيع أن
تلمس قارقآ ما أو تغييرآ فى ثمة شىء مما كان
يحدث حتى ألأمس ،وقد زحف الوقت وأعطى إشارة
البدء لعبده أفندى كى يهبط درج السلم .....
ولكن إلى أى مقصد ستتوجه ياعبده أفندى؟؟
كان السؤال جديدآ،وغريبآ فى ذات الوقت،فحتى ألأمس
كانت الوجهة معروفة والحركة مبرمجة،من وإلى
المصلحة،ثم من المصلحة إلى البيت،ولكن أصبح
عبده أفندى كمن يقف فى مفترق الطرق،إلى أى جهة
يذهب ولأى مكان يسير؟؟
بالصدفة جاء فى مواجهته البواب،وهو رجل نوبى ظل
ملازمآ العمارة التى يسكن بها عبده أفندى ردحآ من
الزمن لايقل بأى حال من ألأحوال عن ثلاثين عامآ
وكل يوم كان يعمل تعظيم سلام لعبده أفندى وهو
ينزل من على السلم إحترامآ وتبجيلآ لموظف حكومة
درجة أولى ينبغى إحترامه وتبجيله،وعلى رأى المثل:
الناس مقامات،إلا أن البيه البواب اليوم-وربما كان
للصدفة اليد العليا -فى أنه لم يقم بالمراسم المعهوده ككل
يوم من إبتسامة عريضة لابد أن تظهر صفين لولى من
أسنان بيضاء تعمل "كونتراست" contrast مع
البشرة السوداء التى يتمتع بها البواب،وتعظيم سلام
فى الهواء يجعل أوداجك تنتفخ وأساريرك تنبسط من
كثرة ألإحترام وعظيم التبجيل!!
للصدفة البحتة وأكاد أجزم بذلك أن البواب لم يقم بتلك
المراسم رغمآ أن عبده أفندى قد وجه له التحية ؟؟؟
أعلم هو ألآخر بأن عبده أفندى قد لحقه أو أصابه
قطار المعاشات؟أو تراه قد قرأ خطاب ألإحاله إلى
المعاش مع خطاب الشكر والتقدير الذى حصل عليه
عبده أفندى فى نهاية خدمته الشاقة والطويلة طيلة 36
عامآ قضاها بالمصلحة؟؟
كانت أول ملاحظة جاءت على الصبح تناولها عبده
أفندى بامتعاض ولكن كان من المحتم أن يأخذ تلك
الصفعة بروح رياضية،متعللآ بأن الرجل طلع ولانزل
فهو بواب ونوبى كمان؟؟ماتكبر مخك ياسيادة مدير
القلم-سابقآ- وتخليك أكبر من تلك الصغائر.......
إستوقف إنتباه عبده أفندى صوت منادى الميكروباس
وهو صوت لايمكن أن تخطىء نغمته التى لم أجد لها
وصفآ أو توصيفآ فى قاموس النغمات الموسيقيه،أو فى
معاجم المزيكا،فهى على غير مثال،يتم فيها تداخلات
وخطف حروف وهمهمات لاتستطيع أن تضع لها
عنوان،أو مقام ففيصل تصبح فيصا،بالمد الطويل للصاد؟؟
والمؤسسة يمكن أن ينزل عليها التخفيض لتصبح الموسسا
وهكذا صافحت تلك النغمات أذن مديرنا السابق لتجعله
فى حيص بيص؟؟أيذهب غربآ حيث فيصل؟؟أم تراه
يدلف شرقآ ناحية السيدة زينب؟؟
ولكن إلى من سيتجه أو يجرجر أقدامه إليه؟؟
توقف المخ عن العمل وشملت عبده أفندى لحظة بل لحظات
من عدم القدرة على التفكير أو أصابته حالة من الشرود
كان كالطفل الذى تاه من أمه فلم يقدر أن يعود حيث كان
أو أن يهتدى إليها ،أو يجد نفسه فهو هائم على وجهه
محلك سر وثانية وفى نفس اليوم يجد نفسه فى تقاطع
الطرق التى لايعرف إلى أى وجهة سوف يطرقها أو
فى أى طريق سوف يدلف إليه؟؟؟
ثم أن كان هناك من هتف به أو تحدث إليه:إنت ماتعرفش
قهوة المعاشات؟؟
وقع الكلمة كان ثقيلآ وأحس عبده أفندى أنها ذات لون يميل
إلى اللون ألأسود الغامق الذى ينبىء عن ظلمة أو توهان
وترددت كلمة المعاشات كثيرآ كأنها قد قيلت فى أجمة ذات
صدى
فتسمع صدى الكلمة مرات ومرات وفى حقيقة ألأمر أنها
لم تكن قد قيلت سوى مرة واحدة؟؟أهو وقع الكلمة الشديد
أم هو تأثيرها القوى الذى استطاع أن يحفر فى ذهن عبده
أفندى أثرآ قويآ؟؟
ولم يكن هناك من بد للإستسلام أو الرضوخ لهذا الهاتف
اللعين الذى كان مرشدآ لعبد أفندى حيث قادته قدماه إلى شارع
26يوليو والذى كان يعرف سابقآ بشارع فؤاد حيث تقع قهوة
المعاشات والتى لم يكن يعرف تاريخها أو يعلم جذورها
ومن هم مريدوها،أو زبائنها إلا من أحاديث فكهة كانت
تتخذ من تلك القهوة مادة للحديث ،أو مما كان يقرؤه فى
مجلة صباح الخير فى ستينات القرن المنصرم حيث كان
للكاريكاتير الصحفى شنة ورنة،بقيادة عمنا خالد الذكر
"صلاح جاهين"
وهنا سوف أتوقف عن الكلام والحديث يانور العين...
لألقاك مرة أخرى على خير وسلام

Monday, January 19, 2009

عبده أفندى..قيمة ومركز ...ووظيفة ميرى(1)

....ولاأستطيع أن أكذب عليك حين أقول أنى قد داعب خيالى
هذا ألأمر يومآ،وكنت أنظر إلى هذا الفريق من الناس على أنهم
أناس قد تجاوزوا فترة العطاء،وانخرطوا فى سلك الشقاء
حيث لاشغلة ولامشغلة،أو نماء أو عطاء؟؟؟
هؤلاء من يصفونهم بالمحالين إلى المعاش،أو من باب التفخيم
أو التعظيم يطلقون عليهم:أرباب المعاشات،وهو من تجاوز
السن التى أتفق عليها ولم يكن له وجود أو حضور حال إتخاذ
القرار بأن من يعبر التاسعة والخمسين،ليقف على مشارف
الستين "يحصل على خطاب تدرج إسمه من خطاب "رفت"
إلى خطاب أصبح متعارفآ عليه باسم خطاب إنهاء الخدمة؟؟
وإذا كانت النوايا الحسنة متوافرة أو حاضرة يرفق بهذا
الخطاب خطاب شكر للمجهودات والمساعى المشكورة التى
قام بها المذكور للجهة التى كان يعمل بها ،ثم قالت له فى
نهاية ألأمر ..متشكرين..إستغنينا عنك،أو ماتلزمناش..أو سعيكم
مشكوووور!!ا
هذا هو حال الموظف المحترم الذى كان له يومآ ما شنة ورنة
وكانت الزوجة المصونة تتبغدد وتتقصع حين تعلن للجيران
وجيران الجيران أن سى عبده موظف درجة أولى ..يعنى من
كبار موظفى الدولة،وتحت إيده ناس كتير موظفين،يتحكم فى
مصائرهم بجرة قلم من قلمه أبو سن دهب وحياتك يام سيد
أصل سي عبده راجل كبارة،ماينزلش من البيت إلا على سنجة
عشرة،البدلة مكوية،الكرافاتة مربوطة الربطة إللى هية،وإسمالله
على مقامكموا الجزمة متلمعة وإللى يبص لها يشوف فيها وشه؟؟ وشه إيه ياوليه..ده كلام برضه؟؟
ماتأخذوش المدام أصل تعليمها نص لبة،يعنى بالبلدى صاقطة
سنة ساته ،قصدنا سنة سادسة...يعنى فى مجمل الحديث راجل
ذو حيثية،أو راجل مهم..ا
فى الشغل دائمآ وجهه مكفهر،أو عامل حواجبه رقم 8 بس بالهندى
ولايتكلم أو يجاوب إلا على قد السؤال،ونظرته للى تحت إيده
نظرة تحتية،أو نظرة من فوق،ودائمآ ما تكون من وراء النظارة
قعر" الكباية"،بالرغم من تنامى ألأخبار لدى سيادته" بأنه قد تم إختراع
شىء إسمه العدسات المضغوطة،لتقليل السمك للعدسة،وحتى
تنسلخ من الشكل الكلاسيكى والذى صار ذو إسم تجارى مسجل
باسم"قعر كباية"،ليه ماتعرفش؟؟؟ألله أعلم
ولا طربوشه الذى يصر سيادته على جعله تلبيسة لرأسه،ولابد
أن يكون مكوى ،رغم علمه بأن كل ماكوجية الطرابيش قد
قفلوا المحلات تبعهم،وغيروا نشاطاتهم إلى أشياء أخرى..مكتبة،
محل ملابس جاهزة،دكان بيع جرايد أو مجلات،وأعرف واحدآ
منهم قد قلب المحل إلى محل ألبان وقشطة،وقد آثر ألا يهجر
إسم الطرابيش فقرر أن يكون محل ألألبان"البان الطرابيشى"؟؟؟
البيه الموظف -ولعلمك هو من مواليد 1925،أى أنه من رعايا
مولانا فاروق ألأول "حفظه اللة"وقد عاصر بعد ذلك الثورة ،وشهد
أيضآ توابع الثورة...الخ
عبده أفندى ذو الشنة والرنة هذا تلقى يوم السبت الموافق 13 من يناير
من سنة 1985الخطاب الممهور من السيد رئيس المصلحة التى كان
يعمل بها خطاب ألإستغناء عن خدماته!!ونظرآ لأهميته أرفق به
خطاب الشكر المنوه عنه سابقآ،والذى لايظهر أو يبان إلا للحبايب
أو الناس إللى كانوا "كبارة" أمثال عبده أفندى....ا
ويبدو أن الرقم 13 سره باتع فى جلب الشؤم والنكد،رغمآ من أن
عبده أفندى رجلآ لايؤمن بالطالع أو البخت ،ولا يفرد الجريدة
على باب "حظك اليوم" فهو مؤمن أشد ألإيمان بقدر الله وأن كل
شىء مكتوب عند الله..ولكن وأرجو أن تتفق معى فى أنها كانت
مصادفة ليس إلا،يوم 13 ...ولكن أليس هو اليوم الذى ضحكت فيه
الشمس وأشرقت لحظة ميلاد ألأستاذ عبده أفندى؟؟ألم تسعد
البشرية بمقدم عبده أفندى وكان يوم 13 ينايرمن عام 1925؟؟
اليوم هو يوم ليس فيه شفاعة،بل هو يوم ملؤه الحقيقة والقناعة
بأن مشوارك ياعبده أفندى قد إنتهى عند هذا الحد،وفى تلك اللحظة
ترى صورآ مضطربة تحمل بين ثناياها الحب الحقيقى،والحب التايوانى
الذى يقال أنه حب مصلحة،من أجل مشى الحال،وعدم توقيع
جزاءات،وأكل العقول بكلمات معسولة ودائمآ ماتفرغ من ألأفواه
لكل مدير،من مرؤوس كان أو غفير!!ا
هو كلام يقال لمشى الحال والحصول على حوافز 100%،يمهرها
المدير لمرؤوسيه،وبينى وبينك حسب المزاج،وخفة الدم من ثقله
وبختك يابو بخيت،ويكمن السؤال المحير لكل موظف يعمل فى
السلك الوظيفى فى مصر المحروسة:كيف تخفف دمك ليصبح
زى الشربات على قلب رئيسك المفدى؟؟
من خبرتى المتواضعة ورصدى لصور حياة كم من الموظفين
رأيت أن كل مدير له طابع أو "تكة" كما يقولون،فمنهم من يريد
أن تعطى الواد ننوس عينه إللى فى ألإعدادية درس فى العلوم
يعنى وسيادتك كده دكتور قد الدنيا غصب عن عنيك تقوم بتدريس
الضفدعة،والبيات الشتوى،وأن هناك حامض إسمه حامض الكبريتيك
و......وهى أشياء مملة وعيالى جدآ بالنسبة لدكتور صيدلى سهر الليالى
من أجل التعرف على كيفية تركيب الدواء،ونهل من ثدى البيوكيمسترى
ماجعله يعرق بيوكيمسترى،من كثرة المعادلات والأنزيمات والبروتينات
وأشياء أخرى...هيه دى آخرتها ياعالم؟؟؟
بعض المديرين له أغراض أخرى:وقد كنت شاهدآ على تلك الواقعة
حيث فى جلسة من الجلسات كان المدير وهو طبعآ طبيب،تسألنى ليه
طبعآ أجيبك بلا حياء،أنها العادة الرذيلة التى درجت عليها وزارة
الصحة أن يكون رئيس العمل طبيب،ويرأس الناس الغلابة قصدى
الصيادلة،تمامآ كما يرأس الباشمهندس الزراعى الطبيب البيطرى
فى المصالح الزراعية؟؟؟هية كدة
رئيسنا المذكور وبعد إنتهاء ألإجتماع إستدار لأحد زملائنا وكان
طبيبآ بيطيريآ وقد دار الحديث التالى:
قوللى يامحمد
أيوه يادكتور؟؟خير أنا تحت أمرك
إنتو عندكوا فى كفر الشيخ نسوان وبنات بتشتغل فى الغيطان؟؟هه؟
أيوة طبعآ يادكتور الست عندنا فى الفلاحين بتشتغل زى الراجل تمام
طيب حيث كده،أنا عاوز بنت ماتكونش كبيرة يعنى فى حدود 15
أو 16سنة كده علشان تساعد الست الدكتورة فى شغل البيت يعنى
تكون خدامة شاطرة ومؤدبة كدة!!ا
الدكتور البيطرى المحترم المسئول عن الثروة الحيوانية فى بلده،
أصبح مسئول عن تشغيل الخدامات فى بيت المدير؟؟؟يالهوى
وهكذا أنت وحظك فى تقديم الخدمات للبيه المدير،الذى ماأن تحين
الفرصة لإقالته وخروجه على المعاش إلا وستين أو سبعين أو
تستطيع أن تزيد العدد إلى مائة قلة(جمع قلة وهى شىء كنا نستخدمه
زمان لغرض الشرب قبل إختراع ما أصبح يعرف بالفريجيدير)،
وكل هذا الهيلمان أصبح صفرآ،والصفر هو شىء ليس له من قيمة،
ولايزال حتى اليوم محيرآ ومبهمآ لدى علماء الرياضيات؟؟
ولكن من حقك أن تسألنى أين سيكون عبده أفندى غدآ فى الساعة
الثامنة صباحآ وهو الموعد الذى كانت ساعة الجامعة تضبط عليه
وعلى ساعة عبده أفندى حال دخوله المصلحة!!ا
هذا ماسأحاول أن أخبرك به غدآ أو بعد غد أو بعد بعد غد....فإلى لقاء

Wednesday, January 7, 2009

هل هو حقآ عيد؟؟؟

تعال معى لنتذكر ما نطق به حسن نصر الله،قائد حزب الله
اللبنانى،وقد تصور بان عنتريته التى إستعرضها على خلق الله
سوف تزيد من رصيد الولاء،أو تؤيد ما يبثه من نداء حول
شد ألأزر لحزب الله،مما جعله يخطف جنودآ لإسرائيل ظنآ
منه أن ذلك سيعمل على كسر شوكتها أو العمل على إذلالها
وقد جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن،فقد كان رد الفعل
قاسمآ للظهر،لايلوى على شىء،فقد دكت ألأراضى اللبنانية
تمامآ،وتحولت إلى دمار شامل،ووقف حسن نصر الله الذى
ظن أن الحرب قد أنهيت لصالحه،أن سماحته لو كان يعلم ما
ستقوم به إسرائيل من دمار للبنان بتلك الكيفية،ما كان قد أقدم
على خطف أو حرق أو خرق للحدود بينه وبين إسرائيل؟؟
لعلها زلة لسان ياسماحة الشيخ أن تأمر من يأتمرون بك
أن يعيثوا فى ألأرض فسادآ،لتدمر دولة أو تستباح حرماتها
ولعل التاريخ يعيد صورآ حزينة من الماضى ولم يمر سوى
أقل من ثلاث سنوات على المغامرة الطائشة لحسن نصر
الله،لتكررها "حمـــــاس" المنظمة ألإسلامية التى تنسلخ من
عباءة "ألأخوان المتأسلمون" الذين تصور لهم همومهم
وأهواءهم أنهم ظل الله فى أرضه،وأنه لابد وأن تكون هناك
حكومة إسلامية؟؟؟تتشكل فى كل البلاد التى تدين بالدين ألأسلامى
رغمآ من أن ألأسلام لم يكن وقت أن جاء دين ودولة،بل جاء
ليكون مشرعآ لتعاليم دينية عقائدية فقط،أما أن يكون قد جاء ليحدد
نوع الحكم،سواء أكان ديموقراطيآ،أم كان شموليآ،أو رئاسيآ
كان أم جمهوريآ،فلم يلتزم الأسلام بتحديد ذلك أو يشير إليه من
قريب أو من بعيد تاركآ نوع ونظام الحكم للمسلمين دون
التعلق بالدين أو ألأسلام!!
ولقد أكد على ذلك الشيخ "على عبد الرازق فى كتابه الشهير
ألأسلام وأصول الحكم والذى كوفىء عليه بإشهاره كافرآ
وخارجآ على الملة ممن جعلوا أنفسهم خدامآ وعبيدآ للحاكم
الذى تتوق نفسه وترغب مشاعره فى أن يتسلح برجال الدين
مؤزرآ بهم مدعومآ منهم؟؟؟
لابد فى كل مقام أن نرجع بأنفسنا نحو تجارب تمت فى الماضى
تواقة لفرض الحكومة ألأسلامية فى أقطار شاء ت ألأقدار
أن تكون ساحة للتناحر وبركة للدماء ممن آلوا على أنفسهم
أن يرفضوا مبادىء هؤلاء المتأسلمين الذين على شاكلتهم
طالبان،وحماس فقد جعلوا من كانوا تحت قبضتهم أذلة ممتهنين
وماكان ذلك إلا لرغبة ألأسلاميين فى أن يستقلوا بالحكم
أولآ،ثم ثانيآ،ثم ثالثآ؟؟؟
فى يوم العيد لاأجد نفسى تواقة لأن تنضم إلى من يفرح أو
يبتهج أو يتصور-مجرد تصور-أن اليوم يوم عيد ...
العيد الحقيقى أن تزاح الغمة عن هذة البقعة الحزينة وتعود
لها الفرحة ويلبسها صوت العقل وتعيش فى أمان وسلام

Saturday, January 3, 2009

أيام زمان وصيدلة زمان وصيادلة زمان



من ألأشياء المميزة لسلوكيات الشعب المصرى أنه يعتقد
إعتقادآ راسخآ فيما يصل إلى أسماعه من أقاويل،ويطال
ألأمر ماقد يكون متعلقآ بصحته أو جسده!!
ومهنة الصيدلى أو صاحب الصيدلية ،والتى كانت تعرف
سلفآ باسم "أجزاخانة" وهى تسمية تركية طالت معظم
ألأشياء فكنت ترى مكتوبآ على مبنى لمعالجة الحيوانات
"شفخانة"،أو أنك تسمع من يقول أو يسمى المراحيض
"أدبخانة" وهكذا تداخلت ألأسماء التركية فى حياتنا وإن
كانت قد انحسرت اليوم لتحل محلها ألأسماء ألإفرنكية
مثل "ريستوران"للمطعم،أو "كافيه" للقهوة ،أو
"الإسكولا" للمدرسة ،ومن يدرى أتنحسر تلك الموجة
لتحل محلها موجة أخرى،وأقصد موضة أخرى؟؟الله
أعلم....
من السلوكيات التى يتميز بها أغلب المصريين أنهم لا
يتوانون عن إسداء النصح لغيرهم حال أن يفصح هذا
ألأخير عن الشكوى من ألم أو عرض يعن له،وفى
الحال تجد مستمعه قد انبرى ناطقآ بأسماء تحمل بين طياتها
أصنافآ مختلفة لدواء يتفضل بسردها معلنآ أنه قد جرب هذا
وأفلح معه ومؤكدآ أن الطبيب الفلانى وهو لابد أن يكون من
المشاهير أو المغاوير فى مهنة الطب،قد كتبه له،أو لأحد أقاربه
الشهر الماضى،أو العام المنصرم،وأنه يقوم بنصحه ليذهب
إلى الصيدلية"ألأجزاخانة" كى يطلبه من الصيدلى،وفى نافلة
القول يعلن له من طرف خفى أنه قد قام بتوفير ثمن ما كان
سيتجشمه من نقود ثمنآ للطبيب الذى أصبحت أتعابهم من
جراء الكشف على المرضى لاتطاق؟؟؟
السلوك ألأجتماعى فى تلك الحالة أن من تلقى النصيحة
أو المشورة تحدث لدية إستجابة فورية بحيث أنه يقصد لتوه
أقرب صيدلية ليبتاع الدواء الذى تم وصفه من قبل سيادة
المستشار
ومهنة الصيدلة تأبى أن تكون مصائر الناس أو أقدارهم بين
كلمات مرسلة تخرج من أفواه أناس غير مسئولين،أو إن
شئت فهم فى عداد الجاهلين،على ألأقل فى مهنة سامية
كالطب والدواء!!
ألأمر جد مختلف لدى من يمتهن مهنة الصيدلة،إذ يأبى
قانون الصيدلة والذى يأخذ على عاتقه تنظيم التعامل فى مهنة
الدواء،ووضع الحدود الرسمية للتعامل مع جمهور المرضى
وقد إنتهى ألأمر بالقانون أن تنقسم الدوائيات إلى مجموعتين
أولاهما أن هناك من ألدوائيات مالا يسمح بتداولها كيفما
اتفق،أو إن شئت الدقة أكثر أن يتم صرفها دون وجود تذكرة
طبية رسمية تصدر عن طبيب معترف به من نقابة ألأطباء
،وله الحق كل الحق فى كتابة ما يشاء من المجموعات
الدوائية التى تجتمع فى الصيدلية تحت أسماء تجارية
مختلفة،أو حتى بأسماء كيميائية دون أن تحمل إسمآ تجاريآ
ناهيك عن مجموعات أخرى تندرج تحت مسمى ألأدوية ألمخدرة
وتخضع فى تصنيفها لجداول معينة ليس المجال لذكرها
ألآن
وقد درج عواجيز الصيادلة ممن كانوا يحترمون قواعد المهنة
وأصولها على إحترام هذا المبدأ ومراعاتهم عدم صرف الدواء
إلا أن يكون مقترنآ بما يثبت أنه من قبل الطبيب
ولكن هل كل الدوائيات تخضع لهذا النظام الصارم؟؟
الحقيقة أن هناك قسم قد لايكون من الحجم أن يقال عنه أنه
كبير ،فهو يحوى بعض ألأصناف الدوائية التى من الممكن
تداولها دون وجود مايمنع من أخطار تطال صحة المريض
وعلى سبيل المثال هناك بعض ألأدوية التى تستخدم كدواء
خافض للحرارة،أو المطمئنة"
ANALGESICS" ,
وأوضح مثال له دواء "
TYLENOL"أو المعروف باسم
"PARACETAMOL"،فقد أعطى قانون الصيدلة
الصيدلى الحق فى بيعها دون تذكرة طبية ،وذلك بقصد أن
تكون كإسعاف أولى لأم هلعة على وليدها من جراء إرتفاع
درجة حرارته،وذلك حتى تكون الظروف مواتية لزيارة الطبيب
أثناء فترة عمل العيادات الطبية
وهذا المثال ينسحب أيضآ عل كل الدوائيات التى تخضع
وتندرج تحت مسمى"OVER THE COUNTER DRUGS"
وتختصر إلى"OTC"وهنا تتجلى حكمة الصيدلى فى معاونة دور الطبيب إزاء ما قد
يشير به على المريض الذى يطلب منه النصح والإرشاد
أما من يتعدى المسموح ويقوم ببيع ماهو غير مصرح به من تداول
دون التذكرة الطبية فهو تعدى على حرمات مهنة الصيدلة وضرب
بعرض الحائط بما هو غير مسموح به وتعدى على صحة المريض
أولآ وقبل كل شىء
سمة عامة أصبحت ملفتة للأنظار هو التعامل الغير محافظ على
أخلاق المهنة،وآدابها نحو بيع الدواء بدون ظابط أو رابط،قصدآ
وطلبآ للكسب أو الحصول على المال أولآ،ثم تأتى أخلاق المهنة
ثانيآ أو حتى أن تصل للدرجة ألأخيرة فى نهاية ألأمر
كيف يتأتى لمن يستشيره من المرضى أن يقوم بصرف الدوائيات
التى تعج بآثارها الجانبية مثل أدوية الكورتيزون،أو أدوية
الضغط،أو القلب؟؟؟دون إعتبار لما قد يحدث من آثار قد تزيد
من عناء المريض؟؟
هل أصبح الكسب المادى بدوره يطال المهن ألإنسانية،أو المهن
الحساسة والتى تمس حياة البشر بسهولة ويسر؟؟
وأسترجع بعضآ من ذكرياتى مع الجيل الذى سبقنا من الصيادلة،
والذى لابد أن أضيف كلمة العظام ليصبحوا فعلآ الصيادلة
العظام،الذين تفانوا فى خدمة المرضى وبذلوا كل جهد للتكامل
المهنى بين الطب والصيلة بقصد شفاء المرضى؟؟
أتذكر صيدليات كانت ذات طابع تاريخى كمثل ماتراه فى
أفلام الغرب لصيدليات"DRUG STORES" وأصحابها
الذين كان همهم ألأول خدمة المريض الذى يلجأ اليهم طلبآ
للشفاء
أسترجع صورة الدكتور لبيب الميرىبأسيوط وهو من جيل العشرينيات
والثلاثينيات الذى كنا نجتمع حوله لنسترشد بعلمه وخبرته فى
مجال الصيدلة وليحكى لنا ذكرياته وتطبيقه للمبادىء السامية
نحو معاملة المرضى!!
وأسمع اليوم ما يشعرنى بالغثيان مما يحوم من سلوكيات مشينة
لصيادلة أصبحت الماديات لهم دينآ يقدسونه،أو يتشبثون به
وإهمال كل ما يتعلق بمهنة إنسانية تعمل على لملمة جراح المرضى